أقْوى وعُطِّلَ مِنْ فُرَّاطَة َ الثَّمَدُ
مدة
قراءة القصيدة :
8 دقائق
.
أقْوى وعُطِّلَ مِنْ فُرَّاطَة َ الثَّمَدُ | فالربع منك ومن رياك فالسند |
فالهضب أوحش ممن كان يسكنه | هضب الوراق فما جادت له الجمد |
فمَنْ عهِدْتُ بِهِ الأُلاَّفَ تسْكُنُهُ | فالْعرْجُ تلاَقى الْقاعُ والْعُقَدُ |
فافوا المنازل من نجدٍ وساكنه | فما دريتُ لأنى طية ٍ عمدوا |
لكن جرت سنح بيني وبينهم | والأشأمان غراب البين والصرد |
صاحا بسيرهم حتى استحث بهم | وبَالْخليطِ مِن الْجِيرانِ فانْجردُوا |
وخلَّفُوا لَك آثاراً مُدعْثرة ً | مِمَّا يُلبَّدُ مِنْها فهْو مُلْتبِدُ |
إلا العراص وإلا الهدب من دمنٍ | عَلى هدامِلِهَا الأَهْدامُ والنَّجدُ |
فقف بهن على ما شئت من أثرٍ | |
ومن مباءة ربعانٍ ومن عطنٍ | يدب بينهم القردان والقرد |
وملعبٍ لجوار ينتقدن به | وكُلِّ مُنْتَزَة ٍ للَّهْوِ مُنْتَقَدُ |
بانوا بهن وفي الأحداج غانية | فِي جِيدِها ومتالِي ليتِها غَيَدُ |
عَبْلٌ مُسَوَّرُها وعْثٌ مُؤزَّرُها | مِثل الْمهاة ِ رَدَاحٌ نَبْتُه رَوَدُ |
هيْفاءُ لفَّاءُ جِرْدَحْلٌ مُخلْخلُها | تحيي وتقتل من شاءت بما تعد |
فَمَا يَفُوزُ الَّذِي أحْيَتْ بِمَنْفَعَة ٍ | وَلا لِمَنْ قَتَلَتْ عَقْلٌ ولاَ قَوَدُ |
تخدي بها أصلاً بزل مخيسة ٌ | مثل القصور عليها البدن الخرد |
حتَّى اغْتَمَسْنَ ضُحًى فِي آلِ قَرْقَرَة ٍ | سَقْياً لَهُنَّ وَلِلصَّمْدِ الَّذِي صَمَدُوا |
فعدهما ولأمر ما يزحزحهم | عند الهواهي وأهواء بهم بدد |
وقُلْ لِمُرْتَفِقٍ فِي بَيْتٍ مَمْلَكَة ٍ | قولاً تبرأ منه الغي والفند |
ما ذا ترى يا ولي العهد في رجلٍ | بقلبه من دواعي شوقه كمد |
أقام في بلدٍ حتى بكى ضجراً | مِنْ بَعْضِهَا وَبَكَتْ مِنْ بَعْضِهِ بَلَدُ |
إذَا أتَاهُ غَداً أوْ بَعْدَهُ ثَقَلٌ | تغدو إليه به الأنباء والبردُ |
وقُرِّبَتْ لِمَسِيرٍ مِنْكَ يَوْمَئِذٍ | مَرَاكِبٌ مِنْكَ لَمْ تُولَدْ وَلاَ تَلِدُ |
تغلي بهن طريقٌ ما به أثرٌ | في مستوى ما به حزنٌ ولا جدد |
لا في السماء ولا في الأرض مسلكها | ولا تقوم ولا تمشي ولا تخدُ |
وَلا يَذُقْنَ أكَالاً مَا بَقِينَ وَلاَ | يَشْرَبْنَ مَاءً وَهُنَّ الشُّرَّعُ الْوُرُدُ |
جُونٌ مُجَلَّلَة ٌ قُعْسٌ مُجَرْشَعَة ٌ | مَا بَاتَ يُرْمِضُهَا أيْنٌ وَلا خَضَدُ |
تُلْوَى الأَزْمَّة ُ فِي أذْنَابِهَا وَبِهَا | فِي السَّيْرِ يُعْدَلُ إِنْ جَارَتْ فَتَقْتَصِدْ |
من كل مقربة ٍ للسير منقزة ٍ | خوفاً تجمع منها الجؤجؤ الأجد |
من سبعة ٍ فإذا أنشأت تحسبها | وفاكها كملاً في كفك العدد |
السَّمْرُ وَالنَّجْرُ وَالنَّجَّارُ يَقْرَعُهَا | وَالفْقَرُ وَالْقِيرُ والأَلْواحُ وَالْعَمَدُ |
فَقَدْ وَفَتْ وَلَهَا فِي وَفْقِهَا عَلَمٌ | مِثْلُ السَّحَابَة ِ فِي أقْرَابِهَا زَبَدُ |
فِي نُشْرَة ٍ بَعْدَ حَظِّي طِيبَ جَادِيَة ٍ | جاءت تهادي بهم من بعد ما هجدوا |
فَثَوَّرَتْ بَقَراً مَا مِثْلُهُمْ بَقَرٌ | إنْ قُمْتَ قَامُوا وَإِنْ قُلْت اقْعُدُوا قَعَدُوا |
فَبَاتَ عَرْشُكَ فَوْقَ الْمَاء يَحْمِلُهُ | بَحْرٌ تَلاَطَمَ فِيهُ الْمَوْجُ وَالزَّبَدُ |
وَالرِّيحُ مُرْسَلَة ٌ وَالْماءُ مُنْصَلِتٌ | وَأنْتَ مُرْتَفِقٌ وَالسَّيْرُ مُنْجَرِدُ |
إِلَى أبِيكَ أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِنَا | نَفْدٌ إِلَيْهِ وَفَتْحٌ مَا بِهِ نَفَدُ |
وَاللّه أصْلَحَ بِالْمَهْدِيِّ فَاسِدَنَا | سرنا إليه وكان الناس قد فسدوا |
داوى صدروهم من بعدما نغلت | كما يداوى بدهن العرة العند |
حتى استصحوا وحتى قيل قد رجعوا | مما دعتهم إليه العادة العند |
ولم يدع أحداً طغى وبغى | إلا تناولهم بالكف فاحتصدوا |
بل لم يكن لجموع المشركين بهِ | وَلاَ يُشَيِّعُه جَوْلٌ وَلاَ بَدَدُ |
سَدَّ الثُّغُورَ بَخَيْلِ اللّه مُلْجَمَة ً | وفي الخيول وفي فرسانها سدد |
ثم انثنيت ولم تنزل به أوداً | إلا عدلت فلا جورٌ ولا أود |
هذا ليمنك والإنسان مفتخر | وَالْفَخْرُ فِيهِ وَفِي أيَّامِهِ كَبَدُ |
إِذَا القَبَائِلُ في بُلْدَانِهَا افَتخرَتْ | وكلهم في مقام الجد محتشدُ |
إن الفخار إلى من قد بنى لكمو | مجداً تقاصر عن أركانه أحد |
بِبَطْنِ مَكَّة آثارٌ لأَوَّلِكُمْ | مِمَّا بَنَى لِمَعَدٍّ جَدُّهُ أُدَدُ |
الله كان وما كانت فكونها | وَمَا بهَا غَيْرُكُمْ مِنْ أهْلِهَا سَنَد |
إلاَّ الدَّيَارَ الَّتِي مِنْ حوْلِها وُتِدت | لو كان يخبر عن جيرانه الوتد |
تبْلى الدَّيَارُ وَيَبْلى مَن يَحِلُّ بِها | ودوركم ومغاني دوركم جدد |
وَبَيْتُ خالِك حُجْرٍ في ذُرَى يَمَنٍ | بيت تكامل فيه العز والنضد |
وَبَيْتُ عَمْرو وَمَبْنَى بَيْتِ ذِي يَزَن | وَذِي الكِلاَعِ وَمَنْ دَانَتْ لهُ الْجَنَدُ |
وَتُبَّعٌ وَسَرَابِيلُ الحدِيدِ لَهُ | أزْمَانَ يُنْسَجُ فِي أزْمَانِهِ الزَّرَدُ |
فَافْخَرْ هُنَاكَ بِأقْوَامٍ ذَوِي كَرَمٍ | لو خلد الله قوماً للعلى خلدوا |
وهل ترى عجماً في الناس أو عرباً | إلاَّ لِخالِك فِيهِمْ نِعْمَة ٌ وَيَد |
فإنْ جزوْك بِشُكْرٍ فالْوَفاءُ بِهِ | وَإنْ جُحِدْت فعادٌ قَبْلهُمْ جحَدُوا |
فكَيفَ ذَاكَ وَمِنْ أنَّى يَسُوغُ لَهُمْ | وكلهم لك يابن الخير معتبد |
وأنت يا سيد الإسلام سيدهم | وَكُل دِينٍ لَهُ مِنْ أَهْلِه سَنَدُ |
إنْ فَاخَرُوكَ بِمَجْدٍ كُنْتَ أَمْجَدَهُمْ | وَمَا ظَلَمْتَ وَأَنْتَ الْمَاجِدُ النَّجُدُ |
أوْ صَالَحُوكَ فَصُلْحٌ مَا رَعَوْكَ بِهِ | أَوْ حَارَبُوكَ فَفِي سِرْبَالِكَ الأَسَدُ |
مَا اللَّيْثُ مُفْتَرِشاً في الغيلِ كَلْكَلَهُ | على مناكبه من فوقه لبدُ |
يَحْمِي الشُّبُولَ وَيَحْمِي غِيلَ لبْوَتِهِ | وَقَدْ تَحَرَّقَ فِي حيْزُومِهِ الْحَرَدُ |
يَوْماً بِأجْرَأَ لاَ وَاللّهِ مِنْكَ إِذَا | أَنْبَاءُ حَرْبٍ عَلَى نِيرَانِهَا احْتَرَدُوا |
تحت العجاجة إذ فيها جماجمهم | مثل القرود عليها البيض تتقد |
في كل معتركٍ ضنكٍ يضيقُ به | صَدْرُ الْكَمِيِّ إِذَا مَا عَمَّهُ الرَّمَدُ |
وَالْجُرْدُ مِثلُ عَجُوزِ النَّارِ قَدْ بَرَدَتْ | شوهاء شهباءُ مزورٌّ بها الكتد |
لَمْ يَبْقَ فِي فَمِهَا شَيْءٌ تَلوك بِهِ | إلا اللسانُ وإلا الدردر الدرد |
باتت تمخض لما أن رأت عدداً | من السلاح على قومٍ لهم عدد |
وَالْمَشْرَفِيَّة ُ قدْ فُلَّتْ مَضَارِبُهَا | عن الكماة وأطراف القنا قصد |
لَوْ مَا تَخَيَّرَنَا مَهْدِيُّ أمَّتِهِ | عَمَّا يَرَى وَكُمَاة ُ الْحَرْبِ تَطَّرِدُ |
أي الثلاثة فيها أنت إذ غدروا | بِذِمَّة ِ اللّه وَالْعَهْدِ الَّذِي عَهِدُوا |
أَفَارِسٌ بَطَلٌ فِيها توَقَّدُهَا | بمن تحارب حتى يعظم الوقد |
أم عارضٌ بردٌ بالماء يخمدها | حَتَّى يُنَشْنِشَهَا شُؤْبُوبُهُ الْبَرَدُ |
أم رحمة ٌ نزلت من ربه لهمو | مَا قدْ تدارَكَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَهِدُوا |
يُحْيِي الْبِلاد بِها مِنْ بَعْدِ مَوْتتِها | ويخرج النور منها والثرى ثأد |
يا ليت شعري ومر القيظ مختلفٌ | على شرِيجيْنِ مَلْفُوظٌ وَمُزْدَرَد |
ما بال موسى ومن يدعى لبيعته | كأنه قفص في ثوبه صرد |
لا يُظْهِرُ الدَّهْرَ مَا فِي فصْلِ بَيْعَتِهِ | إِلَى الْمَجَالِسِ إِلاَّ وَهْوَ يَرْتَعِدُ |
ومن يدبُّ إلى أمرٍ بداهية | ربداء تذرب عن أدوائها المعد |
بَنِي أبِي جَعْفَرٍ يَا خَيْرَ مَنْ حَمَلَتْ | على غواربها العيدية ُ الأجد |
مَا بَالُ غَفْلَتِكُمْ عمَّنْ يَدِبُّ لكُمْ | ببيعة ٍ لم يجزها الواحد الصمد |
لله دركمو من أهل مملكة ٍ | مَا إِنْ لَهَا عَنْكُمُو فِي الأَرضِ مُلْتَحَدُ |
حتى أتتكم تهادى وهي صافية ٌ | عَفْواً يُصَفِّقُ فِيها الرَّاعدُ الْغَرِدُ |
كلوا الخلافة واحشوا عين حاسدكم | قَيْحاً يُفَقِّئُهُ العُوَّارُ وَالرَّمَدُ |
كَمْ حاسد لكُمُ يَرْجوا خِلافَتَكُمْ | قد كان يفقأ منه المقلة الحسد |
أذكى عليكم عيوناً غير غافلة | إِذَا تغفَّلتِ الأَحْراسُ وَالرَّصَدُ |
وَفِيم ذاك وَلاَ فِي الْعِيرِ عِدَّتُهُ | وَلاَ النَّفِيرِ وَلاَ إِنْ مَاتَ يُفْتَقَدُ |
أمسى وأصبح والآمال معرضة ٌ | كالدرهم الزيف منها حين ينتقد |
إِنِّي بَرِيءٌ إِلَيْكُمْ مِنْ وِلاَيَتِهِ | كما تبرأ من قناصه الفرد |
والله يبرأ ممن لا يحبكمو | يوم القيامة إذ لا ينفع الحفدُ |
وَقَدْ أقُولُ عَلَى هذَا لقَائِمكُمْ | قَوْلاً يُسَاعِدُهُ التَّوْفِيقُ والرَّشَدُ: |
يا أيها القائم المهدي ملككمو | |
إن كنت ملتمساً يوماً لها رجلاً | يكفي رجالك إن غابوا وإن شهدوا |
فاسْمعْ وُقِيت حِمام الْمَوْتِ منْ رَجْلٍ | ما في مشورته أفنٌ ولا نكدُ |
تدعو إلى ابنك موسى وهو محتنكٌ | في سنه وبه ما أنعم الجند |
فإنَّهُ ولدٌ بَرٌّ بِوَالِدِهِ | وَالبَرُّ يُخْلقُ مِنْهُ الطُّرْفُ وَ التلُدُ |
وإنه ابن التي إن غبت قلت لها: | يا خيزران سقاك الوابل الرغدُ |
ما غبتَ عنها بأرض لا تحل بها | إِلاَّ دَعَاكَ إِلَيْهَا الْقَلْبُ وَالْكَبِدُ |
وإن موسى وموسى أيما ملكٍ | عليه بعد عمود الدين يعتمد |
شَرِيكُ رَوحِكَ يَأَوِي مِنْكَ فِي جَسَدٍ | ما دام يرزقُ منه الروح والجسد |
قَدْ كَانَ لَوْلاَكَ يَا مَهْدِيَّ أمَّتِهِ | بالحمد أجمع والمعروف ينفردُ |
فَاعْقِدْ لَهُ يَا أمِيرَ المؤْمِنينَ وَلاَ | تنظر به أمداً قد طال ذا الأمدُ |
واجعل بعينك فيه الآن قرتها | فقدْ يقرُّ بِعَيْنِ الوالِدِ الْوَلدُ |
وَاعْضُدُ أخاهُ بِهِ لاتتْرُكنَّهُمَا | كسَاعِدٍ مُفْرَدٍ ليْسَتْ لهُ عضُدُ |
فقدْ سِمعْت بِمُوسَى حِين أَفْظعهُ | وَعِيدٌ فِرْعوْن لوْ يَأتِي بِمَا يَعِدُ |
حتى استمد بهارون فآزره | فمِنْ هُناك أَتاهُ النَّصْرُ وَالمددُ |
فاعْقِدْ لهُ يَا أمَيرَ المُؤْمِنِينَ وَلا | تنظر بذاك غداً لا يغررنك غد |
إن الليالي والأيام فاجعة ٌ | وَالمَرْءُ يَفْنَى ولا يَبْقَى لهُ الأَبَدُ |
هذا مقالي لكم والله يرشدكم | ويعلم الله ربي الواحدُ الصمد |
أن قد نصحتُ لكم بالجود من جدتي | وهل تجود يدٌ إلا بما تجد؟ |