أ«عَاتِكَ» بَعْضُ الْوُدِّ مُرٌّ مُمَزَّج
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أ«عَاتِكَ» بَعْضُ الْوُدِّ مُرٌّ مُمَزَّج | وَلَيْسَ مِنَ أقْوَالِ الْخَلِيفَة ِ أعْوَجُ |
لَهُ حِينَ يَنْأى مُذْكرٌ مِنْ سَمَاحَة ٍ | يَعُودُ بِهِ طَلْقاً وَلاَ يَتَلَجْلَجُ |
أ«عَاتِكَ» ظُنِّي بِالْخَلِيفَة ِ هِمَّة ً | وَقُولِي: كَرِيمٌ مَاجِدٌ يَتَحَرَّجُ |
يفيء إلى حلمٍ ويصدق نجدة ً | وتنساب منه الحية المتمعج |
وفي القوم ميلاعٌ وليس بنافعٍ | يضج كما ضج القعود المحدج |
لَبِسْتُ الْغِنَى طَوْراً وأحْوَجْت تَارَة ً | ومن ذا من الأحرار لا يتحوج |
وَلَمَّا رَأيْتُ النَّاسَ تَهْوِي قُلُوبُهُمْ | إِلَى مَلِكٍ يُجْبَى إِلَيْهِ الشَّمَرَّجُ |
عرضت إلى وجه الحبيب وراعني | غزال عليه زعفران مضرج |
وَنَازَعَنِي شَوْقِي إِلَى مِلِك قَدْى | وداع إلى "المهدي" لا يتلجلج |
فوالله ما أدري :أأجلس قانعاً | إلى المصر أم ألقى الإمام فأفلج |
وإني لميلاعٌ مراراً وربما | تَصَدَّعَ عَنِّي الْمَجْلِسُ الْمُتَوَشِّجُ |
أقول وقد دفت إلي عصابة ٌ | مِنَ الْقَوْم مِنْهَا حَاسِرٌ وَمُدَجَّجُ |
أ"واقدُ" ذب القوم عني بزجرة ٍ | وهات نصيحاً لا يطيب الملهوج |
ولا تبك من خيس بباب خليفة ٍ | يذل عليه القسوري الخمرنج |
يطيعك في التقوى ويعطيك في الندى | وَلاَ تَلْقَهُ إِلاَّ وَلِلْجُودِ أمْعَجُ |
أرقت إلى بطن الخرين ورغبتي | إِلَى مَلِكٍ يَجْلُو الدَّجَى حِينَ يَخْرُجُ |
مِنَ الصِّيدِ مَكْتُوبٌ عَلَى حُرِّ وَجْهِهِ: | جواد قريشٍ هاشمي متوج |
يصب دماء الراغبين عن الهدى | كما صب ماء الظبية المترجرج |
ولا بد أني راحلٌ للقائه | فَقَدْ بشَّرَتْ بِالنُّجْحِ عَيْنٌ تَخَلَّجُ |
لَقَدْ سَرَّنِي فَأل جَرَى مِنْ مُوَفَّقٍ | وتأويل ما قال الغراب المشحج |
فَهَيَّجْتُ مِرْقَالَ الْعَشِيِّ شِمِلَّة ً | تزفُّ كما زف الهجف السفنج |
تلوح لغامات النجاء بوجهها | كما لاح بيت العنكبوت المنسج |
تعز عن الحوراء إن مقامنا | عَلَيْهَا وَتَرْكَ الْمُلْكِ رَأيٌ مُزَلَّجُ |
سَألْقَى أمِيرَ الْمؤْمِنِينَ لِحَاجَتِي | وَإِنْ عُطَّ فِي حَجْرِ الْفَتَاة ِ الْخَدَلَّجُ |
فَتَى الدِّينِ قَوَّاماً بِهِ وَفَتَى النَّدَى | وَنِعْمَ لِزَازُ الْحَرْبِ حِينَ تَبَرَّجُ |
لقد زين الإسلام ملك محمدٍ | وَفِي الْحَرْبِ لِلأعْدَاء نَارٌ تَأجُّجُ |
إِمَامَ الْهُدَى أمْسَكْتَ بَعْدَ كَرَامَتِي | وقد كنت تعطيني ووجهك أبلج |
إمَامَ الْهُدَى صَغْوِي إِلَيْكَ وَحَاجَتِي | ولي حشمٌ أصغى إليك وأحوج |
فلو كان حرماني يزيدك نعمة ً | ثلجْتُ بِهِ، إِنِّي بِمَا نِلْتَ أثْلَجُ |
لَعَمْري لَقَدْ أشْمَتَّ بِي غَيْرَ نَائِم | فَنَامَ وَهَمِّي سَاهِرٌ يَتَوَهَّجُ |
أخاف انقطاع الدر بعد ابتزازه | وتبليغ من يسدي الحديث وينسج |
وقدْ تُبْتُ فاقْبلْ توْبتي يابْن هاشِم | فإن الذي بيني وبينك مدمج |
وما لك لا ترجى وأنت خليفة ٌ | تحج كما حج الدوار المدلج |
وإن سر حسادي فسيبك واسعُ | على الناس لا يسطيعه المتفجفج |
فدونك فامسكها أو اعط فإنها | زواريق من كفيك للناس تخرج |
فُضُولُ فَتًى أسْخَى يَداً فِي سَبِيلِهَا | ففاضت عباباً أو حواريَّ ينسج |
ستحمد ما يأتي إذا بلغ المدى | وضمَّكَ فِي الْفِرْدوْسِ ظِلٌّ وسجْسجُ |
صنيع امرئٍ أعطاه رب محبة ً | وللخير صناع وللبر منهج |
تجيء مواعيد الكرام سوية ً | وتنضى مواعيد اللئام فتخدج |
ولي حاجة ٌ لا تدريها بحجة ٍ | إِلَى ملِكٍ يجْلُو الدُّجى حِين يخْرُجُ |