يعِيشُ بِجِدٍّ عاجِزٌ وجلِيدُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يعِيشُ بِجِدٍّ عاجِزٌ وجلِيدُ | وكل قريب لا ينال بعيدُ |
وفِي الطَّمَعِ التَّنْصِيبُ والْيأسُ كالْغِنى | وليس لما يبقي الشحيح خلودُ |
ولا يدْفعُ الْموْتَ الأَطبَّاءُ بالرُّقَى | وسيان نحسٌ يتقى وسعود |
وما نال شيئاً طالبٌ بجلادة ٍ | ولكن لقومٍ حظوة ٌ وجدود |
وتُصْبِحُ لا تدْرِي أَيأتِيكَ خافِضاً | نصيبك أم تغدو له فترود |
يفوت الغنى قوماً يخفون للغنى | ويلقى رباحاً آخرون قعود |
وللخير أسباب وللعين فتنة ٌ | ومن مات من حب النساء شهيد |
وبيضاء مكسالٍ كأن حديثها | إِذا ألْقِيَتْ مِنْهُ الْعُيُونُ برُودُ |
دعتني بأسباب الهوى ودعوتها | لَيَاليَ سِرْبالُ الصفاءِ جديد |
فجاءت على خوفٍ كأن فؤادها | جناحُ السُّمَانَى يرْعوِي وَيَحِيدُ |
فَأعْطيْتُهَا كفَّ الصَّفَاءِ فَأعْرَضَتْ | ثقيلة أدعاص الروادف رود |
تَصُدُّ حَياءً ثمَّ يَقْتَادُهَا الْهَوَى | إلينا وفيها صبوة ٌ وصدودُ |
وأي نعيمٍ لم أعش في ظلاله | أكاد على لذاته وأكيد |
شَرِبْتُ بِكأسِ الْعَاشِقِينَ وَزَارنِي | هلالٌ عليه مجسدٌ وعقود |
مِن الْمُسْتفِزَّاتِ الْقُلُوبَ إِذَا مشتْ | تأوّدُ فِي أعْطافِها وتمِيدُ |
تزين بخلقٍ وجهها ويزينهُ | أغرُّ كمِصْباحِ الظَّلامِ وجيدُ |
كأن نساء الحي حين يزرنها | نواحب نحبٍ تم فيه سجود |
فما كان إلا الأنس بيني وبينها | وَشَدْوُ غِنَاءٍ تَارَة ً وَنَشِيدُ |
طوْينَا بِهَا ذَاك الزّمَانَ وَإِنَّنَا | لكالماء للحران فيه برود |
فَلمَّا ذَكتْ عَيْنٌ وَأشْرَفَتِ الْعِدَى | وجاهرنا واشٍ ودبَّ حسودُ |
وقدْ قُلْتُ تأدِيباً لهُ وصبابة ً | إليها ومن دون اللقاء وعيد: |
أطيعي عدواً واحذري عين حاسدٍ | عقاربه تسري ونحن قعود |
فَقَالتْ: بِنَا شَوْقٌ إِليْكَ وَإِنَّمَا | نُصَادِي عُيُوناً تَنْثَنِي فَنَعُودُ |