بئس الحياة بكون
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بئس الحياة بكون | مصيره للفساد |
فيه الرزايا استكنت | كالنار تحت الرماد |
مصائب قد رمانا | بها الزمان المعاي |
بالامس خطب دهانا | بذي المعالي مراد |
واليوم رزءٌ عظيم | قد حل في كل ناد |
رزء الامين المفدي | مولى الندى ذي الايادي |
من ذا يسكن حزناً | اضاع مني رشادي |
فكيف اسلو وحزني | عليهما في ازدياد |
او كيف تغمض عيني | ومضجعي من قتاد |
مراد قد قال بعدي | على امين اعتمادي |
عون لام بهيج | وموئل لوداد |
اجابه يا عديلي | اليك كل استنادي |
اخبرت مريم اني | للموت قبلك غاد |
عارٌ علي اذا ما | رعيت عهد ودادي |
وهل تطيب حياتي | ان غاب عني مرادي |
فالعيش عندي رخيص | وسوقه في كساد |
والموت في الناس امسى | يعدو كخيل الطراد |
يروعني عنك بعد | اطيل فيه سهادي |
قد انجز الوعد حالاً | اذ كان حر المبادي |
وكان سيفاً صقيلاً | في الحادثات الشداد |
وكان في كل خطب | كالمرهفات الحداد |
ونعمة لذويه | ونقمة للاعادي |
واية في ذكاه | ونقطة الاجتهاد |
اذا دعي لمهم | لبى كقدح الزناد |
هل قلبه من حديد | ام جسمه من جماد |
شطر الحياة قضاه | في غربة وبعاد |
فتارة في الروابي | وتارة في الوهاد |
او في قطار تراه | او فوق ظهر الجواد |
او آكلاً دون شرب | او شارباً دون زاد |
لم ينشغف بقمار | ولا بحب سعاد |
ولا اضاع زماناً | مع الغواني الخراد |
ولا بقصف ولكن | برفع شأن البلاد |
كم شاد للحكم فيها | صرحاً رفيع العماد |
كم جر نهراً ليروي | بمائه كل صاد |
كم من صراط قويم | اليه بالفن هاد |
كم من نجاح عظيم | من رأيه مستفاد |
وكل ذا لم يفده | في العمر عند النفاد |
اذ المنية القت | به الى جوف واد |
فاثخنته جراح | كأنها في فؤادي |
فقلت لما رأته | عيناي فوق الوساد |
والقلب دام عليه | والحزن في الوجه باد |
هل مات في الحرب ارخ | ام مات تحت الجهاد |
لا تخلعوا يا بنيه | عنكم ثياب الحداد |
ان الامين قليل | نظيره في العباد |
جادته منا دموع | تجري من الاكباد |