لم تفارق بشاشة الأعياد
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لم تفارق بشاشة الأعياد | كل ايام بولس العواد |
قد جلاهن دهره نيراتٍ | ما حياتٍ بالنور كل سواد |
زاهياتٍ بفضله وعلاه | مثل زهو الرياض بالاوراد |
كل يوم يجيء منها كيوم | مر في موكب من الامجاد |
ان ايام بولس في اتساقٍ | وانتظام مثل القنا المياد |
طي ساعاتها عبير ثناه | ضائع النشر بين قار وباد |
يتهاداه راحل لمقيم | وهو روح القلوب والاكباد |
انما بولس كبيت قصيد | وهو مهوى ضمائر القصاد |
بين جنبيه نفس حر كريم | لم تقس بالاشباه والانداد |
وزكا محتداً فطارفه في | الفضل والمجد والعلا كالتلاد |
سعدت فيه ابرشيته الكبرى | وكانت احق بالاسعاد |
المعي ما خانه قط رايٌ | بمجالي الاصدار والايراد |
لم يفرق ما بين دنيا ودين | في صلاح النفوس والاجساد |
كم مساع له بها باهرات | واياد ما اشبهتها اياد |
ومبان للعلم والدين فيها | شادها للصلاح والارشاد |
وعلى العلم والكنيسة اسدى | منة ما لشكرها من نفاد |
ما انطوت بردتاه الا على | نسك وفضل وعفة وسداد |
ووفاء لكل من فاز منه | بوداد اكرم به من وداد |
وخلوص لموطن ينبت العز | وما انفك مربض الآساد |
وطن حسبه علاءً وفخراً | انه موطن لكل جواد |
خالد ارزه خلود مساعي | كل حبر فيه رفيع العماد |
واذا فاخرت ببولس حصرون | ففيه فخار كل البلاد |
واذا ما احتفت به فهو فيها | طيب الاصل طيب الميلاد |
انجبته فانجبت منه حبراً | ما تعدى مناهج الاجداد |
وهو فيها هادٍ لدينٍ ودنيا | وارتقاءٍ اعظم به من هاد |
كرمته فكرمت منه بدراً | يهتدي فيه كل سار وغاد |
كرمته بحفلة فاض فيها | البشر والانس هز كل ناد |
ان تسامت بالبطريرك علاءً | فهو شمس في كل حفل وناد |
وصلت بولساً به صلة القربى | وفضلٍ سامٍ وخلقٍ جواد |
ان في وصف ما حوى من معال | شاعر لا يمل من انشاد |
ناظم فيه كل بكر عروب | يتحلى بحسنها كل ناد |
فقت في مدحه حبيب ابن اوسٍ | مثلما فقت فيه شعر زياد |
دام في غبطة وعيش رغيد | ووقاه الاسواء رب العباد |