الحزم في المنصب السامي هو السبب
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
الحزم في المنصب السامي هو السبب | ولم تكن بسواه تدرك الرتب |
واجدر الناس فخراً بالحياة فتى | سما به للمعالي الفضل والادب |
كالكونت دميان ده مارتل من شغلت | بغر آثاره الاقلام والكتب |
يسري الثناء به في كل ناحية | كأنما هي فيه المندل الرطب |
كم حل معضلة في رأي مضطلع | من بعدما ضل فيها السائس الارب |
والخطب تعرف اقدار الرجال به | كالنار يعرف فيها العود والحطب |
لم يجر في حلبة الا وكان له | ما بين اقرانه في الحلبة القصب |
كم رام امراً بطكيو فاستقاد له | ولم يفته بها قصد ولا طلب |
اثنت عليه كباريس وقد نفيت | بثاقب من ناه عنهما الريب |
فيه توسم لبنان وسورية | ما تنجلي عنهما في حزمه الكرب |
وجاء ينشر في لبنان معدلة | شعاعها من سنا باريس مكتسب |
هذي سفينته فاملك قيادتها | حتام في هائج الامواج تضطرب |
فسوف ترسو على شاطي الامان ومن | سواك يدرك فيها النجح والارب |
رأتك باريس ذا رأي بياتره | في الخطب تفعل مالا تفعل القضب |
فارسلتك لسد الثغر واثقة | سداده بك لما مسه العطب |
شكا وعز مداويه وانت له | آس وقد كاد يوهي ركنه الوصب |
اليك اروي حديثاً وهو مختصر | عنه وفيه لمن يصغي له عجب |
قامت لنا الدولة الصغرى وقد نهضت | بها رجال لهم منا الثنا يجب |
رجال فضل ولكن خانهم عُصُبٌ | متن الضلالة في لبنان قد ركبوا |
عاثوا فساداً وفي الاكسير قد سكروا | لا في عصير ابنة الكرم الذي شربوا |
وكم سقيم لهم اعدى السليم ومن | يمس ذا جرب يعلق به الجرب |
ضل الوزير كما ضل المدير ومن | من زين من لم يكن للاثم مرتكب |
مدوا جسوراً ومن فوق الجسور مشوا | الى الخزينة يستهويهم الذهب |
واستنزفوا كل ما فيها بلا رجب | كنخلة ما لها حام ولا رجب |
وبعدما رسفوا في قيد سجنهم | قد غادروه ولا لوم ولا عتب |
ونحن من بعدما الدستور لاح لنا | كالبدر اخفته عن افاقنا الحجب |
على التجارب في الاحكام قد درج | الولاة والجد في ادوارهم لعب |
فمر زمانك يحكم بيننا شرعا | فانت للحق في لبنان منتدب |
وقم باصلاحه فالعقد منتثر | والقوم في حيرة والشعب منشعب |
وانت عون على الايام ان بطشت | وانت ان جار فينا دهرنا حدب |
الى م نصير والاهواء عابئة | بحق لبنان والدستور مستلب |
قد آن للفجر ان يفتر مبسمه | وان تضيء به الساحات والرُحب |
وان يصافح لبناناً زمانُ هناً | فطالما غرست فيه الهنا العرب |
ما زال للعزة القعساء معقلها | وانه ببنيه المعقل الاشب |
يا من تعلق امال البلاد به | كما تشد الى ساحاته النجب |
سمعاً الى قول مفتون بموطنه | ما كان يعرف من اقواله الكذب |
انا الذي خبر الاحداث عن كثب | وكم اراني بعيني الحادث الكثب |
فوق الثمانين عاماً قد طويت وقد | عرفت ما نفثت حياتنا الرقب |
ان الثمانين عاماً قد خدمت بها | بني بلادي وقد اعياني التعب |
نشرت لبنان في لبنان فانطلقت | تجوبه وهي فيه البند والنصب |
شادت على النجم بيتاً سامياً وله | من خاطبي ودها حسن الثنا طنب |
وفيه اطلعت اسفاراً تضيء به | كما تضيء بافاق السما الشهب |
وان تاريخه مسك الختام لها | ينبي بما قد وعت من مجده الحقب |
فسر به سيرة تنسيه ما غرست | ايدٍ به وهي في ارهاقه السبب |
وفيك آمال لبنان محققة | ويوم ادراكه المأمول مقترب |