نأتيك فهجت لي بنواك ذكرى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نأتيك فهجت لي بنواك ذكرى | فساورني الجوى فعدمت صبرا |
حجبت سناك في باريس عني | وقلبي لم يطق صداً وهجرا |
فكدت اذوب من غيظي وكادت | تفيض النفس حين صددت قهرا |
صددت ولي باثرك قلب صبٍّ | يسير وفيه قد اسعرت جمرا |
وقد القى علينا الليل ظلاً | غداة طلعت في باريس بدرا |
وهذا الليل طال بنا فخلنا | بأنا لن نرى لليل فجرا |
ويوم ظعنت كم ابكيت عيناً | وكم بعد الاياب شرحت صدرا |
وكل الصحب ساورهم سرور | وقد هرعوا الى لقياك تترى |
فتى طابت لك الدنيا وكهلاً | وخلقك يحتسى عسلاً وخمرا |
حبيب لقد رقيت الى المعالي | فتاهت فيك اعظاماً وقدرا |
وسدت بحكمة وسدد رأي | وعلم زاخر وهلم جراً |
وكم شيدت في لبنان مجداً | فراح يشيد في علياك شكرا |
وكم اجزلت في بيروت فضلاً | فباهت فيك بغداداً ومصرا |
وكم صنعت يمينك من جميل | ولست ارى لما صنعته حصرا |
مجير لا يضام لديه جار | وشهم يا له شهماً اغرا |
تبارك من يراك بغير عيب | ومن اولاك سلطاناً ونصرا |
احبك حب من عشق السجايا | وما احيى فلا انفك مغرى |
واني في الوفا علق نفيسٌ | فمثلي لا يباع وليس يشرى |
فكن لي عدة في العمر اني | اعدك دائماً كنفاً وذخراً |
فاحفظ عهدك السامي مصوناً | ومن زهر النجوم اصوغ شعرا |