حيا ربوعك من ربى ومنازل
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حيا ربوعك من ربى ومنازل | سَارِي الغَمامِ بكلِّ هامٍ هَامِل |
وسقتك يا دار الهوى بعد النوى | وطَفاء تَسفَحُ باهتُون الهاطل |
حتَّى تُروِّضَ كلَّ ماحٍ مَاحِلٍ | عاف وتروي كل ذاو ذابل |
أبكِيك، أم أبِكى زماني فِيك، أم | أهلِيكِ، أم شَرخَ الشبابِ الرَّاحِل |
ما قدرُ دَمعي أن يقسِّمَه الأسَى | والوجدُ بين أحبّة ٍ ومنازِل |
أنفقته سرفاً وها أنا ماثل | في ماحلٍ، أبكي بجفَنٍ مَاحِل |
وإذا فَزعتُ إلى العَزاءِ دعوتُ مَن | لا يستجيب ورمت نصرة خاذل |
أين الظِّباءُ عهدتُهُنَّ كوَانِساً | بك في ظلال السمهري الذابل |
النافرات من الأنيس تكرماً | والآنسات بكل ليث باسل |
من كل مكروه اللقاء منازل | رحب الفناء لطارق أو نازل |
متمنِّعٍ صعبٍ على أعدائه | سهل المقادة للخليل الواصل |
عزوا على الدنيا وخالف فعلهم | أفعالَها، فبَغَتْهمُ بغَوائِلِ |
حتَّى إذا اغتالَتْهُم بخطوبِها | ورمتهمُ بحوادِثٍ وزَلازِلِ |
دَرَست منازِلُهم وأوْحَش مِنهُم | مأنوس أندية وعز محافل |
واهاً لهم من عالم ومعالم | وَمُمنَّعاتِ عَقائِلٍ ومَعاقِل |
كانوا شجى ً في صدر كل معاند | وقذى ً يجول بعين كل محاول |
غوثاً لملهوف وملجا لاجيء | وجوارَ رَبّ جَرائرٍ وطَوائِل |
ذهبُوا ذهابَ الأمسِ ما من مُخبرٍ | عنهم وزالوا كالظلال الزائل |
وبقيتُ بعدهُمُ حليفَ كآبة ٍ | مستورة بتجمل وتحامل |
سعدُوا براحَتِهم، وها أنَا بعدهم | في شَقوة ٍ تُضنِي، وهمٍّ دَاخِل |
فاعجب لشقوة متعب بمقامه | من بعد أسرته وراحة راحل |
دع ذا فأنت على الحوادث مروة | تلقَى الرّزايا عالماً كالجاهل |
واصبر فما فيما أصابك وصمة | كل الورى غرض لسهم النابل |