غرني لامع السراب وهذا الـ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
غرني لامع السراب وهذا الـ | ـحرُ دُوني عذبُ المياهِ شَروبُ |
سرتُ أستَقْرِىء ُ المَحُولَ، وفِي أر | ضي مرعى عين وواد قشيب |
وسحابٌ منه تعلَّمَتِ السّحـ | ـبُ، وإن لم تُشبِهه، كيفَ تصوبُ |
سوءُ حَظٍّ أنأَى عن الملكِ الصَّـ | ـالح، والحظُّ ينتهى وَيثُوبُ |
وإلى بابه مآلي وللآ | بق حسن القبول حين ينيب |
غَابَ عنه جِسمِي، وقلبيَ مازا | ل مقيماً ببابه لا يغيب |
فإذا ما سمعت بالنازح الد | انِي فإنِّي ذاكَ البعيدُ القريبُ |
ومتى ما قربت منه فحظي | من عُلاهُ التَقريبُ والتَّرحيبُ |
وبما نلت من ندى الملك الصا | لح أقسمت صادقاً لا أحوب |
لت أعاد من دونه وحروب | |
أو يروي برؤيتي وجهه الميـ | ـمون قلبي الصادي وطرفي السكوب |
ويقول الأنام آدم قد عا | د إلى الخلد إن ذا لعجيب |
فحياتِي، وإن بلغتُ به المأ | مولَ، في غير ظلِّه لا تَطيبُ |
يا أخا البيد والسرى وأخي البر | ـبر إذا عقّني أخٌ ونَسيبُ |
قل لغيثي الهتون في أزمة المحـ | ـلِ، وغَوثِي إن أرهَقَتْنِي الخطُوبُ |
كاشف الغمة المبر على السحـ | ـحبِ بجودٍ مَدَى الزَّمانِ يصوبُ: |
يا ربيعي المريع حاشاك أن تمـ | ـحل ربعي وأنت ذخري الجدوب |
أنَا أشكُو إليكَ دهراً لحا عُو | دى ، وأعرَاه؛ فهُو يَبْسٌ سَليبُ |
وخطوباً رمى بها حادث الد | هرِ سَوادى ، وكلُّهُّنَّ مُصيبُ |
أذهبتْ تَالِدى وطارفَي الطَّا | رِي فَضَاعَ المورُوثُ والمكسوبُ |
فهو شطران بين مصر وبحر | ذا غريق فيء وذا منهوب |
وإبائي أراه عن حمله المن | ضعيفاً وهو القوي الركوب |
ويرى كل منة لسوى الصا | لِحِ غُلاًّ في حملِه تَعذيبُ |
ما اعتذارُ المُنى إذا مَطَلَتْنِي | بِطِلابِي، وفضلُك المَطلوبُ |
أَوَ ليست مِصراً، وكلُّ بنَانٍ | لك بحر وكل عبد خصيب |
والنَّدى طبعُك الكريمُ؛ فما أهْـ | ـنى نوالاً تنيله وتثيب |
جاءني والبعاد دوني كما جا | بَتْ فَيافِي البلاد ريحٌ هَبوُبُ |
وعجيبٌ أنَّ المواهِبَ تَسرِي | ويقيمُ المسترفدُ الموهُوبُ |
سُنَّة ٌ سنَّها نَدَى الملِك الصَّـ | لح فيها لكل خلق نصيب |
من ثنائي طوى إليه الفيافي | وهو من كل ذي اقتراب قريب |
وله بالنَّوالِ باعٌ طويلٌ | ويد سبطة وصدر رحيب |
وبأيامه تبَّسمَتِ الدُنَـ | ـيا سُروراً، فلا اعترَاهاً قُطوبُ |
فأجابه بهذه القصيدة | النّـ |
يا أخلاي بالشآم لئن غبـ | ـتم فشوقي إليكم لا يغيب |
غصبتنا الأيام قربكم منـ | ولا بدَّ أن تُردَّ الغُصُوبُ |
ولكم إن نشطتم عندنا الإ | كرامُ، والرِّفدُ، والمحلُّ الخَصيبُ |
قد علمتُمْ بأنَّ غَيثَ أيادينَـ | ـاعلى النَّاسِ بالنُّضارِ سَكُوبُ |
وبنا يدرك المؤمل ما ير | جُوهُ قدماً، ويُنقَذُ المَكروبُ |
نحن كالسُّحبِ: بالبَوارق والرّعـ | ـد لدينا الترغيب والترهيب |
تارة ً نسعر الحروب على النا | ـاس، وطوراً بالمكرُماتِ نَصوبُ |
كره الشام أهله فهو محقـ | ـوق بألا يقيم فيه لبيب |
إن تَجَلّتْ عنه الحروبُ قليلاً | خلفتها زلازل وخطوب |
أن ظني والظن مثل سهام الرمي | منها المخطي ومنها المصيب |
إن هذا لأن غدت ساحة القد | س وما للإسلام فيها نصيب |
منزلُ الوَحي قبلَ بعث رَسُول الـ | ـه فهو المحجوج والمحجوب |
نَزَلَتْ وسْطَه الخَنازِيرُ والخمـ | ـرُ، وبَارَى النَّاقوسَ فيها الصَّليبُ |
لو رآه المسيحُ لم يَرض فعلاً | ذكروا أنه له منسوب |
أبعد الناس عن عبادة رب الـ | ـناس قوم إلهم مصلوب |
ولعمري إن المناصح للديـ | ـن على الله أجره محسوب |
وجِهادُ العدوِّ بالفِعلِ والقو | ل على كل مسلم مكتوب |
ولك الرتبة العلية في الأمـ | ـرِينِ مُذ كنتُ، إذْ تشبُّ الحرُوبُ |
أنت فيها الشجاع مالك في الطعـ | ـنِ، ولاَ في الضِّرابِ يوماً ضَريبُ |
وإذا ما حرَّضتَ فالشّاعرُ المفـ | ـلق فيما تقوله والخطيب |
ـكِرُ أنّ التَّدبيرَ منكَ مُصيبُ | |
لكَ رأيٌ مُذقَطُّ، إن ضَعفَ الرأْ | ي على حاملي الصليب صليب |
فانهض الآن مسرعاً فبأمثا | لك ما زَال يُدرَك المَطلُوبُ |
والقِ عّنا رسالَة ً عند نِورِ الِّد | ينِ، ما فِي إلقائِها ما يَريبُ |
قُل له، دَام مُلكُه، وعَليهِ | من لباس الإقبال برد قشيب |
أيها العادل الذي هو للديـ | ـن شباب وللحروب شبيب |
والَّذي لم يَزَلْ قَديماً عن الإسـ | ـلام بالعزم منه تجلى الكروب |
وغدا منه للفرنج إذا لا | قوه يوم من الزمان عصيب |
إن يرم نزف حقدهم فلأشط | ـانِ قَناهُ في كُلِّ قَلْبٍ قَليبُ |
غيرنا من يقول ما ليس يمضيـ | ـه بفعل وغيرك المكذوب |
قد كتبنا إليك فاوضح لنا الآ | ن بما ذا عن الكتاب تجيب |
قصدنا أن يكون منا ومنكم | أجل في مسيرنا مضروب |
فلدينَا من العَساكِرِ ما ضَا | ق بأدناهم الفضاء الرحيب |
وعلينا أن يستهل على الشا | م مكان الغيوث مال صبيب |
أو تَراها مثلَ العَروسِ: ثَراهَا | كله من دم العدا مخضوب |
لطنين السيوف في فلق الصبـ | ـحِ على هَامِ أهلِها تَطريبُ |
ولِجمعِ الحُشُودِ من كُلِّ حِصْنٍ | سَلبٌ مُهمَلٌ لهم ونُهوبُ |
وبحول الإله ذاك ومن غا | لب ربي فإنه مغلوب |