أرشيف المقالات

سبب عناية السلف بأمر الإمامة

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
سبب عناية السلف بأمر الإمامة
 
ينبغي أن تعلم - ويعلم كل مسلم - أن أئمة أهل السنة والجماعة إنما عنوا بفقه الولاية العامة وحقوقها - لعظم شأنه من الأمانة، وكبير خطره وجليّ أثره وعلوِّ منزلته من الديانة، وما كلف الله تعالى بشأنه من النصيحة، وما ورد بخصوصه من نصوص القرآن والسنة، وكلام السلف الصالح من الأمة - عناية مجردة من قيود الزمان والمكان والأشخاص.

وإنما مرادهم رحمهم الله تعالى بها حفظ منصب الولاية وتحقيق مقصودها الشرعي، لتأكيد النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك بقوله: "اسمعوا وأطيعوا، وإنْ استعمل عليكم عبدٌ حبشيٌّ كأنَّ رأسهُ زَبِيبَةٌ"[1]، وهذا أشد ما يكون على صناديد قريش وغيرهم من رؤوس العرب - أي: السمع والطاعة لمن هذا وصفُه -.

ولذا كان تقرير أمر الإمامة العامة وحقوقها وما يجب عليها ولها منهاجًا شاملًا صالحًا للتطبيق في أي زمان ومكان وشخصٍ، مجرّدًا عن الهوى والعصبية وحظوظ الدنيا ومُتَعِها، الأمر الذي حفظ له بقاءه، وصار على مرِّ الزمان نبراسًا يضيء الطريق للذين ينشدون طريق المُنْعِمِ عليهم بالعلم النافع والعمل الصالح، رجاءَ أن يكونوا من الطائفة المنصورة الناجية حتى يأتيهم الموت وهم على ذلك غيرَ مُبدّلين ولا مُغيّرين، وتميز به أهل السنة والجماعة عن غيرهم من الطوائف المنتسبة إلى الملة والتي ضلت في هذا الباب، فجانبت فيه الحق والصواب.



[1] أخرجه البخاري برقم (7142)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢