اللغة العربية
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لغة القرآن يا شمس الهدى | صانك الرحمن من كيد العدى |
هل على وجه الثرى من لغة | أحدثت في مسمع الدهر صدى |
مثلما أحدثته في عالم | عنك لا يعلم شيئاً أبداً |
فتعاطاك فأمسى عالما | بك أفتى وتغنى وحدا |
وعلى ركنك أرسى علمه | خبر التوكيد بعد المبتدا |
أنت علمت الألى أن النهى | هي عقل المرء لا ما أفسدا |
ووضعت الاسم والفعل ولم | تتركي الحرف طليقاً سيدا |
أنت من قومت منهم ألسنا | تجهل المتن وتؤذي السندا |
بك نحن الأمة المثلى التي | توجز القول وتزجي الجيدا |
بين طياتك أغلى جوهر | غرد الشادي بها وانتضدا |
في بيان واضح غار الضحى | منه فاستعدى عليك الفرقدا |
نحن علمنا بك الناس الهدى | وبك اخترنا البيان المفردا |
وزرعنا بك مجداً خالداً | يتحدى الشامخات الخلدا |
فوق أجواز الفضا أصداؤه | وبك التاريخ غنى وشدا |
ما اصطفاك الله فينا عبثاً | لا ولا اختارك للدين سدى |
أنت من عدنان نورٌ وهدى | أنت من قحطان بذل وفدا |
لغة قد أنزل الله بها | بينات من لدنه وهدى |
والقريض العذب لولاها لما | نغم المدلج بالليل الحدا |
حمحمات الخيل من أصواتها | وصليل المشرفيات الصدى |
كنت أخشى من شبا أعدائها | وعليها اليوم لا أخشى العدا |
إنما أخشى شبا جُهالها | من رعى الغي وخلى الرشدا |
يا ولاة الأمر هل من سامع | حينما أدعو إلى هذا الندا |
هذه الفصحى التي نشدو بها | ونُحيي من بشجواها شدا |
هو روح العرب من يحفظها | حفظ الروح بها والجسدا |
إن أردتم لغة خالصة | تبعث الأمس كريماً والغدا |
فلها اختاروا لها أربابها | من إذا حدث عنها غرّدا |
وأتى بالقول من معدنه | ناصعاً كالدُر حلى العسجدا |
يا وعاء الدين والدنيا معاً | حسبك القرآن حفظاً وأدا |
بلسان عربي، نبعه | ما الفرات العذب أو ما بردى |
كلما قادك شيطان الهوى | للرّدى نجاك سلطان الهدى |