الحكم للعمل
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ما صوح الشعر يا ليلى ولا ذبلا | لكنه بأريج الحب قد ثملا |
كالورد يغفو على كف الندى فإذا | كف النسائم مسته انتشى جذلا |
واخضل يخطر مختالا ونفحته | ما ضوّع السهل منها عطر الجبلا |
قد أسلس الحب منه كل مفردة | وأحكم الحسن منه الوصف والمثلا |
ورقق اللفظ معناه فصيره | نبعا تسلسل فياضا لمن نهلا |
يا رقة الشعر فيك الحب ما فعلا | حتى تحولت شهدا يخجل العسلا |
فإن شدا فحمام الدوح نغمته | وإن همى فرذاذ القطر ما هملا |
يا فارس الشعر لا تبخل بجيده | إن استطعت وإن لم تستطعه فلا |
فليس في لغة النقاد مرحمة | إذا رأوا في ثنايا شعرك الخللا |
فلا تقل غير ما تسمو العقول به | ما لذ سمعا ومرأى راق فاكتملا |
فأخلد الشعر في الألباب أجوده | مازان لفظا ومعنى حقق الأملا |
وما الشوارد إلا كالأوابد في | نفارهن فلا تستعجل الجملا |
واحكمه قافية واختر فرائده | من الروائع إن مدحا وإن غزلا |
طرقت في الشعر أغراضا منوعة | ولم أغادر من الأبواب مدخلا |
مدحت أرخت ساجلت الذين لهم | علم وما كنت إلا المتقن العملا |
إن صنف الجهل خلف الركب راحلتي | فالحكم للعمل لاما صنف الجهلا |
وقد تيقنت إن الشعر أصدقه | ما قيل في الحب جار الحب أو عدلا |
فاعجب له إن نأى فاضت محاجرنا | دمعا دعاه مليك الشوق فامتثلا |
وإن دنا عن رضا من بعد جفوته | له نسجنا برودا تفضح الحللا |
لولا المحبة لم تسم النفوس ولم | ترق الشعوب ولا ورق الربى هدلا |
ولا رأيت كريما عم نائله | وإن تهكم من إنفاقه البخلا |
أو أن من خلقوا للحب قد صدقوا | لانهار ظلم وحقد قاتل وقلى |
تبارك الحب ما أحلى شمائله | فلا تسل عن مزاياه سوى العقلا |