كنوز الحب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عيناك علمتاني الحب والأدبا | والشعر والنثر والتاريخ والكتبا |
لولاهما ما عرفنا للوفا سبلا | ولا عرفنا على الأيام ما وجبا |
ولا أفضنا بما تخفي ضمائرنا | من الكنوز لجينا كان أو ذهبا |
قد كان نبع الهوى في رينا سببا | أفادنا فشكرنا ذلك السببا |
فالحب منه بداياتي ومنطلقي | إلى الحياة به قلبي شدا وصبا |
على يديه نسجنا ألف قافية | غنى الزمان وأهلوه بها طربا |
واخضر منها جديب الفكر فاتزرت | بها النهى وارتوى من فيضها الأدبا |
ما أخرج الشعر هذا من جوانحنا | إلا المحبة لولا أمرها لأبى |
( عيونه ) من عيون الحب مترعة | فإن شكا ظمأ، من نبعها شربا |
قد حبب الحب لي ما فيه من غنج | يطفي لظى الشوق من قلبي إذا التهبا |
وحبب الشعر لي ما فيه من حكم | إخالها في دياجير الدجى شهبا |
وحبب النثر لي تاريخ من سلفوا | قراءة تبعث الأسلاف والحقبا |
أدارس الدهر فيه ألف حادثة | عن القرون وأروى عنه ما كتبا |
وما روى ابن جرير في مسانده | من الوقائع عمن خط أو صحبا |
وابن الأثير وما تحوي ملاحمه | وما روى من أحاديث الورى عجبا |
ما للتواريخ لا تنفك تصحبني | أنى ذهبت ولم تذهب كمن ذهبا |
أعيشها بالثواني إثر ثانية | وقد أراني الرواة الجد واللعبا |
ليت الليالي التي أبليت جدتها | بحثا عن الحق أقفوه وإن حجبا |
تذاكر الناس عن جهد ومعرفة | وتسترد من التاريخ ما سلبا |
ففي الروايات أهواء وأمزجة | وظالم الصدق لا يستشعر الكذبا |
لابد لابد من تمحيص ما نقلوا | وما رووا منه شعرا كان أم أدبا |
لو أن من كتبوا تاريخنا صدقوا | وأنصفوا ما لقينا بعدهم نصبا |
قالوا لنا إن في تاريخكم عبرا | وإنما صحفوها فاستوت عربا |
لكن منهم على علاّتهم نفرا | تحروا الحق فيما قيل أو كتبا |
فهؤلاء لهم في النفس منزلة | كبرى وقول سواهم في العلوم هبا |