صباحك عيد مشرف
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
صباحك عيد مشرق وبنود | ترفرف في أجوائنا ووفود |
تزف التهاني والأماني تحفها | رياض رؤاها رائع وورود |
تضوع منها عطرها وأريجها | يطيب به قلب جو وودود |
محب يرى فيمن يحب سعادة | تقاصر عنها جنة وخلود |
ولو حكم العقل اللبيب بدت له | مصائب عقباها لظى ووقود |
فيا تبعات الحب لولاك لم تكن | لليلى ولا سلمى علي قيود |
ولا ذنب لي لولا العيون التي رمن | فؤاداً أثارته لمى وخدود |
فأصبح هيماناً معنى بحبها | لديه على ما يدعيه شهود |
ولكن حق الحب في الشرع ضائع | وما كل حق ضائع سيعود |
إذا لم تناصره الفوارس والقنا | وتملأ آفاق البلاد جنود |
وإلا فلا حق يرد لأهله | ولا عزة للدين سوف تعود |
وكيف يسود المرء من غير همة | لها الراسيات الشامخات تميد |
وللعرب الأحرار عشرون دولة | وثنتان والأخرى غداً ستسود |
وكل له رأي وفكر ومنهج | فهذا عميد في الهوى وعقيد |
متى تلتقي آراؤكم وقلوبكم | وتصدق منكم همة ووعود |
متى تنبذون الحقد والخلف خلفكم | ويجمعكم دين لكم وعهود |
متى ومتى لا بارك الله في متى | وحتى متى هذا لذاك يكيد |
وحتى متى هذا الشتات كأننا | أبونا صليب والجدود يهود |
وأعداؤكم يستثمرون خلافكم | وتكبر أطماع لهم وحدود |
وأنتم كما أنتم يقص جناحكم | وتقطع أطراف لكم وعضود |
وما زلتم في هجعة من سباتكم | أسكر بكم أم خيبة وخمود |
فقل لذوي التطبيع إن عدوكم | طموح إلى سلب والحمى ولدود |
وذلك مالا ترتضيه عروبة | لها في هداها طارف وتليد |
فلا بد من فجر يزيل ضياؤه | دياجير حقد وطؤهن شديد |
بيوم بغيظ المعتدين وتلتقي | على القدس رايات لنا وحشود |
وغاياتها الإسلام لا شيء غيره | تدافع عن أهدافه وتذود |
تحررنا من عجزنا وخمولنا | وتبعث فينا العزم وهو جديد |
فإما حياة نبذل المال والدما | لعزتها أو موتة وهمود |
خذوا مثلا من زايد الخير واقتفوا | خطاه فإن الرأي منه سديد |
أطلوا على ماضي الإمارات قبله | وعودوا إلى التاريخ فهو شهيد |
ترون انقساماً واختلافا وفرقة | أهاج لظاها جاهل ورشيد |
فوحدها بعد التمزق والتقى | على حبه كهل لها ووليد |
سلوا شعبه عن حمكه في بلاده | تجبكم سهول للحمى ونجود |
فإن شئتم الحب الذي قد سما به | فبالعدل ينمو الحب ثم يزيد |
فكم قد دعاكم للوئام وحثكم | عليه ولكن الخلاف عنيد |
فيا ربنا نشكو إليك خلافنا | فإنك برٌ بالعباد ودود |
ويا ربنا إن العداة تألبوا | علينا وكل ظالم وحقود |
ويا ربنا وحد على الخير أمة | فإنك للفعال حين تريد |
ويا ربنا إنا رفعنا أكفنا | إليك ونحن السائلون عبيد |
ويا ربنا إنا ظلمنا نفوسنا | وعفوك نرجوه وأنت حميد |
فلا تشمت الخصم اللدود بأمة | لوجهك منها ركع وسجود |