من مبلغ المعتر والقانع
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
من مبلغ المعتر والقانع | وابنِ السَّبِيل النّازحِ النَّازعِ |
أن الندى قد مات فاستعصموا | باليأس من دان ومن شاسع |
لا يبذلن ذو فاقة وجهه | لذي ثراء باخل باخع |
ما يظفَرُ الرَّاجِي ندَى كَفِّه | بغير ذل الخاشع الخاضع |
هل ينفع الظامي إذا ما طما | أُجَاجُ بحرٍ ليسَ بالنَّاقِعِ |
لله درُّ اليأسِ من نَاصحٍ | ليس بغرار ولا خادع |
ولا سقى الأطماع صوب الحيا | فإنها مهلكة الطامع |
لا ترجُوَنْ خَلقاً، فكلُّ الورَى | يقبض كف المانع الجامع |
وما حوَتْ أيديهِمُ فَهو في | مثل لهاة الأسد الجائع |
قد سمعوا بالجود لكنه | لبخلهم ما لذ للسامع |
وكلهم إن أنت كشفتهم | مثلُ سرابِ القيعَة اللاَّمِعِ |
فدعهم واطلب من الله ما | ضنوا به من فضله الواسع |
فما لما يقطع من واصل | ولا لِمَا يُوُصِلُ من قَاطِعِ |
قد قسم الأرزاق بين الورى | في متعب ساع وفي وداع |
كلهم يأتيه من رزقه | كفاية لو كان بالقانع |
لكنَّهُم من حِرصِهم قد عَمُوا | عن الطَّريق المْهَيِعِ الشَّارِعِ |
لو أيقَنُوا أنّ لهم رازقاً | ليس لما يُعطيه من مَانِعِ |
ولا لما يرفَعُ من خافِضٍ | ولا لما يخفِضُ من رافِعِ |
ما طلَبوا من غير مُعْطٍ، ولا | دعوا إذا اضطروا سوى السامع |