خُلْقٌ تحلَّى به سَلمانُ بيتِك من
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
خُلْقٌ تحلَّى به سَلمانُ بيتِك من | أخلاقك الغر يا ذا البأس والنعم |
مولى علاك وكم قد عاد شائهه | بيأسه من ملوك العرب والعجم |
يقر بالملك للملك الذي نشر الـ | ـرحمن أيامه ظلا على الأمم |
للصَّالحِ الملِكِ الميمونِ طائرُه | بِجيِده طوقُ مَنٍّ غيرُ منفَصِم |
حمى ذويه وكم من باسط ليد | لولا حماه وكم من فاغر لفم |
وذاد عنهم صروف الدهر إذ كلبت | عليهمُ، وهُمُ لحمٌ على وضَمِ |
ونالَهم من تَوالِي سُحبِ نائِله | ما نال نبتَ الثَّرَى من وابلِ الدِّيَمِ |
يا حاسِديه، اكِظمُوا، جِرَّاتِكم فأنا الّنـ | ـذير من أخذه إن هم بالكظم |
إياكم عثرات البغي إن لمن | يبغيه يوماً يُوارى الشَّمسَ بالظُّلَمِ |
حذار من مصرع الباغين قبلكم | فالسّيفُ منصلتٌ في كفِّ مُصْطَلِم |
وفي تميم ومن والاه موعظة | إنذارُها يُسمع الأمواتَ في الرَّجَم |
توهَّموا أَنَّ ضَارِي الأُسْدِ يَنفِرُ عن | عَرينِه لحشُودِ البُومِ والرّخَمِ |
وما دَرَوْا أنَّه في حَجفلٍ لجَبٍ | من بأسِه، غيرُ هيَّابٍ ولا بَرِم |
مُغامرٌ ترهبُ الآجالُ سطوتَه | وتَفرَق الأسدُ منه في حِمَى الأجَمِ |
يستقبل الحرب بساماص وقد كشرت | بها المنيّة ُ عن أنيابها الأُرُمِ |
يلقَى الأُلوفَ ويَحبُوها، ففي يَدِه | من العَطا والسُّطا بحرَاندًى ودَم |
ما غركم بصدوق الظن يخبره الر | أْيُ الصحيحُ بما في الصدْرِ من سَقَم |
يرى الضَّغائِنَ في قلبِ الحسودِ له | تدبُّ مثلَ ذَبيبِ النّارِ في الفَحَمِ |
فإن سطَا عن يقينٍ، أو عفا كَرماً | فإنه خير ذي عفو ومنتقم |
أدناكُم؛ فاعتليتُم عن ذَوي رحمٍ | وحاطكم فاغتديتم منه في حرم |
وعمكم سيب جود منه نبه ذا الـ | ـخمول منكم وأغنى كل ذي عدم |
كم غُمَّة ٍ كشفتْ عنكم صوارمُه | ولم يزل كاشفَ اللأْواءِ والغُمَم |
لولاه، لا زَالَ عنكُم ظلُّه أبداً، | علمتُم كيف تأتى فجأة ُ النِّقَمِ |
إن رابه منكم أمر فلا وزر | لكم ولا عاصم من سيله العرم |
يا مالكاً مالكاً رقي بأنعمه | ومِلْكُ مثلِّيَ لا يُبتاعُ بِالقِيمِ |
ما الشكرُ كُفءٌ لما أوليتَ مِن منَنٍ | وإن تسهل لي مستوعر الكلم |
وإن أكن كزهير في الثناء فقد | علوتَ مجداً وجُوداً عن مدَى هُرِمِ |
وإن تكُن مِدَحى وقفاً عليكَ فلا | تظنَّ أن ثَنائي منتهَى همَمِي |
ففي يميِنك منِّي صارمٌ خَذِمٌ | يفري إذا كل حد الصارم الخذم |
في حده حتف من ناواك وهو لمن | والاك منبجس بالبارد الشبم |
فمُر بما شئتَ؛ ألقَى الأمرَ ممتثلاً | بهمَّة ٍ ما اعترتها فترة ُ الهِمَم |
مجرِّباً طاعتى تجريبَ مُختبرٍ | إنّ التّجاربَ تجلو شُبهة َ التُّهم |
فبذل نفسي عندي في رضاك فلا | حرمته بعض ما أنويه من خدمي |
وحق ذاك لمن أنشرت أسرته | من بعدِ ما عدَّهُم من نَاخِر الرِّمَمِ |
صرفتَ صَرفَ اللَّيالي دون غَشْمِهِمُ | وكفَّ بأسُك عنهم كفَّ مُهتَضِم |
وأوصلْتُهم صلاتٌ من نَداك إلى | أرضِ الشَّاڑم، لقد أغربت في الكَرَمِ |
وماالذي نِلتُ من نعَماك غاية ُ آمـ | مالي ولا منتهى حظي ولا قسمي |
نيل العلا دون ما أرجوه منك كما | أنّ الغِنَى دون ما تحبوهُ من نِعَمِ |
شرّفْتَني، فاعتلَى قدري، وأصحبَ لي | دَهري، وأصبحَ فيما رُمتُ من خَدَمِي |
وطُلْت عَمَّن يُسامِيني، ففخرُهُم | أن يبلغوا إن سمت هماتهم قدمي |
للّهِ درُّ طُروسٍ ضُمِّنت دُرَراً | أكرم بمنتثر منها ومنتظم |
أضحت على مفرقي تاجاً وفي عنقي | تميمة ً من عَوادي الخطب والعُدُمِ |
لفظُّ أرقُّ من الشَّكوى ، وألطفُ مِلْ عُتـ | ـبى ، وأشْهى من الإبلال في الألم |
جرت لطافته من قلب سامعه | مجرى الهَوى من فؤادِ المغرمِ السَّدمِ |
فصاحة ٌ أسمعَتْ مَن كانَ ذا صَمَمٍ | وحُسنُ معنًى أفاد الفَهمَ ذا اللَّمَمِ |
ووشي خط حكى زهر الربيع سرت | أكمامُه عن بديعِ الفضلِ والحِكَمِ |
لو كان حالِكُه لونَ الشَّباب لما | حالت نضارته بالشيب والهرم |
يزيدُ سامِعَها تكرارُها شغَفا | بها وكم جلب التكرير من سأم |
يا موجد الفضل والإفضال إذ عدما | حتى لقد أصبحَا نارين في عَلَمِ |
مملوكُكُ الأصغرُ القِنُّ المبالِغُ في الإخـ | ـلاصِ، والسَّيرُ مقدودٌ من الأَدَمِ |
لو نال ما يتمنى من مشيئته | مَشَى إليك خُضوعاً مِشية َ القلَمِ |