سفر أيوب ( 9 )
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بالعضل المفتول و السواعد المجدولة | هرقل صارع الردى في غارة المحجّب | بظلمة من طحلب | و قام تموز بجرح فاغر مخضّب | يصك ( موت ) صكّة محجّبا ذيوله | و خطوة الجليد بالشقيق و الزنابق | ** | و انخطف الموت علي كانخطاف الباشق | على العصافير أحال ظهري | عمود ملح أو عمود جمر | أحرّك الأطراف لا تطيعني مشلولة | مات الدم الفوّار فيها أطفئ الشباب | و امتدّ نحو القبر درب باب | من خشب الصليب فالمسيح | مات و في الطوفان ضلّ نوح | و أغضيت نواظري الذليلة | لعلّها تعتاد من دجاها | على دجى غطاؤها الضريح | ** | أي سلاح ؟ آه أيّ ساعد ؟ | أيّة أزهار تمدّ فاها | لتأكل الموت ؟ و أيّ ناصر مساعد ؟ | سللت من قصائدي | سيفا كأن البرق حدّاد رمى أصوله | وصبّ مقبضا له و شفرة | بالشّعر بالمبرق بالمجلجل المدوّي | رميت وجه يهوي نحوي | كأنه الستار في رواية هزيلة | رميت وجه الموت ألف مرّة | إذا أطلّ وجهه البغيض | كأنه السيرين يسعى جسمي المريض | نحو ذراعيه بلا تردد | فأنتضي من سيفي المجرد | و يقطر الشّعر و لا يغيض | لأنني مريض | أودّع الحياة أو أشدّ بالحياة | بخيطة الموروث عن أموات | لم يدفع الشّعر مناياهم وقد | جاءت إليهم غيلة . | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (بدر شاكر السياب) .