ورْد في المَزادْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وقال صديقي : أنتَ أحمقْ | تبني بْيتاً في السُّحُبْ | وتعْشَقُ الطِّينْ | وقالَ لي : أنتَ أخْرَقْ | تأكُلُ النَّارَ ، | وتُطْعِمُ العاشقْينْ | وقالَ لي : ما تبْغي من لُعْبةِ الدُّنْيا | معك | هل تعْبدُ الشَّمسَ ، يا فقيرْ | وترْحمُ الأنامَ من الأنامِ ، | وأنتَ شَهيدْ ؟ | ثُمَّ تقِفُ بِلا أقْدامْ ، | خارِجَ الحَلبَةْ | لتَسْتَغيثَ بالصَّباحِ ، | مثْلَ الدِّيكْ ... | وقالَ لي : لمَ ترسِمُ الأطْفالَ ، | بعيونٍ كحيْلةْ ؟ | والنَّحْلَ العظيمْ | وقرونَ الَبقرِ المقدَّسْ | وحُوريَّاتِ البحرْ | ثُمَّ تطُوي ريشكَ ، | كمالِكِ الحزينْ ! | وقالَ لي : رُبَّما كانَ جلدُكَ ، | من شَجَرِ المطَّاطْ | والشِّتاءُ فروكَ القَديمْ ؛ | فأنْتَ تحتمِلُ النّاسْ | وهُمْ يفقأُوَنَ عُيونَ السَّمكْ | ويرجمونَ البَحْرَ عِنْدَ الضِّيْقْ ... | وقال لي : كُلُّنا يَعْشَقُ المرْأةَ الآثمهْ | وينزِلُ إلى قاعِ البئرِ، | كلَّما عَزَّ المْلِحْ | وأنْتَ ، أنتَ العاشِقْ | لا تَغمُرُ الخَطايا ، برحْمَتكَ !! | وقالَ لي : رُبَّ ليْلٍ يَسْهَرُ مَعَكْ | ونهارٍ ينْفَعُكْ | لكنكَ ترْهبُ الزَّمانْ | وتطلبُ من ظِلَّكَ الأمان ... | وقال لي أضْناك الفَرْقْ | بينَ نُورٍ وَبرْقْ | فَعَبَدْت النَّارْ | وقالَ لي : الورْدَةُ لكَ عروسْ | والعروْسُ بِدَمْ | حتى في الحُلْمْ؟! | وقالَ لي : يا مَنْ تَعْقِدُ الشَّهْوةَ ، | بينَ الظلِّ والفَرَحْ | وتَرْفَعْ الَشَوْكَ ، | عن جَسَدِ الماءْ | وتَحْفظَ الأَسْماءْ | أغْوَتْكَ الأَشْعارْ | أغْوَتْكَ الأَشْعارْ! | وقالَ : يا صاحِبِيْ | أَفِقْ ليومِكْ | وأَمِّنْ زآدَكْ | فالطَّريقُ طَويل مْنكْ | والعُمُر قَصيرُ عَليْكْ | وسَلْ ، إنْ شِئْتَ ، | سَفِينةَ الصَّحراءْ ! | قلتُ له ، مُلَمِّحَاً : معِذرةً عن الكلامْ !! | * | عدن | 7/6/1975م | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عبد الرحمن فخري) .