كعكَةُ حُبْ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أيَّها الحُبْ | أتمسَّحُ باعتابكَ الخُضرْ | لأمتشقَ قامتي | وأرْمِي بِظلِي إليْكْ | ليتلوَّن بالفَرحْ | وابتَلَّ بالنَّشوهْ.. | أعلِّق الخطايا عليكْ | كأنَّكَ الصَّليبْ | أيها النعيمُ المقيمْ | يا بِرْكَةَ جحيمٍ، | غَسَلْتُ فيها أيامي | أنتَ.. أنا | -2- | أطرقُ بابكَ المسحورْ | لأنفتحَ عليكْ | أركبُ القوسَ إليكْ | حيثُ تحكُمُ القلوبْ | وحيثُ تعشَقُ العيونْ | ظلالك المزركشَةْ | أنشدُ المغامرةََ معكْ | حيثُ تلعَبُ الرِّياحْ | وحيثُ ترقدُ الخطيئةُ، | مع الأفاعي | أريدُ أنْ أتَّحِدْ | بِكْ | لتضيعَ في ضياعيْ | ويَغْرقَ السندبادْ.. | أنا إنسانٌ، | وأنتَ حُبْ | فأنا أنتْ. | -3- | أيُّها الحُبْ | مَنْ أنتَ، | إنْ لم تكُنْ.. أنا؟ | أريدُ أن أنتحرَ في إسْمي | فقطْ، لأغْرَقَ فيكْ | أنا عائد من رِحَلاتِ المسْتَحيلِ، | إليْكْ.. | شاخت في ظِلّي الأزَلي | أشْواقُ الليالي السُّمْرْ | وتحوَّلتُ في سبيلِكَ إلى كأسْ | وكانَ الطُوفانْ | وظَلَّ قلبي يُغني لكْ | ويأكلُ التُّرابْ.. | -4- | يا حُبِّي | إنني أعْبدُكْ | لأنَّكَ النَّبيُّ والرَّغيفْ. | إنَّني أتعلَّمُ من كتابِكَ حُروفيْ | ومن دموعكَ وضلوعِكَ، | أصْنعُ حليبيْ. | إنَّني طِفلُكَ الذي يقضِمُ، | ابتساماتِكَ الحُلوَهْ | ويتنفَّسُ غضَبَكْ | ويتلَفَّعُ بالرِّيحِ مَعَكْ | في فصْلِ الرَّبيعْ | أنتَ عيْدي الأخْضَرْ | وحذائي الذي لا لون لهْ | أنْتَ... أنا. | -5- | حُبي الأكْبرْ | هل أنتَ أكبرُ مني، أنا الإنسانْ؟ | أصغرُ مني، أنا العالَمْ؟ | حاولتُ أن أُجَدِّفَ في سُعالِ الفقراءْ | لأُزرِّرَ مدينةَ المسْتحيلِ بالنُّجومْ | حاولتُ أن أمْسَحَ، | دُموعَ الكِلابِ الضالَّهْ | بغلاف ديوانْ | وأنْ أقِفَ مع العَصافيرْ | في رَفِّ الفجْرْ | لننْشدَ معاً مارْشَ السَّلامْ: | سَلام الرَّغيفْ، | سلامَ الجنْسْ، | سلامَ العَمَلْ. | حاولْتُ أنْ أحتويَ العالَمَ، | في عُيونِ السَّمَكْ | وأنْ أطيرَ مع الرّيحْ | في فساتينِ النِّساءْ | حاولتُ أنْ أجمعَ الزَّمَنَ في حقيبهْ | تكونُ مِلْكاً مُباحاً للأطْفالْ | حاولتُ أن أوزِّعَ أشْجارَ النَّرْجِسْ | فقطْ، على المسَاكيْنْ | حاولتُ أنْ أفْنِي العالَمَ، فيْكْ | ليخرجَ ببَصَماتٍ جديدةٍ، | يومَ القيامةْ | حاولتُ أن لا أكونَ فيكْ | أنْ أقفَ خَلْفَ ظِلِّكْ | لأكونَ في البدْءِ... مِثلَ الكَلِمةْ؛ | لتكونَ في جيبِ سُتْرتي القديمةْ | كوردةِ الصَّباحْ | وعلى مائدتي البائسةْ | وفي كلِّ بَيْتْ | فهَلْ أنا... أنْت؟! | * | عدن | 20 /4/ 1968 | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عبد الرحمن فخري) .