قُل لابن مُنقِذٍ الذي
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
قُل لابن مُنقِذٍ الذي | قد حاز في الفضل الكمالا |
فلذاك قد أضحى الأنا | مُ على فضائِلِه عِيالاَ |
وقريضه عند الظما | ينسيهم الماء الزلالا |
كالدر والياقوت ما | سكن البحار ولا الجبالا |
لكن يُجاورُ فيضَ أيْمـ | ـان وأحلاماً ثقالا |
ما كان ظَنيَ أن يُحـ | ـرِّمَ منه لِي السِّحرَ الحَلالاَ |
كلا ولا يشكو لحمـ | ـل رسائل مني كلالا |
كم قَد بعثنا نَحوك الأشـ | ـعار مسرعة عجالا |
مثل الحسان الغيد تا | هَتْ في محاسِنها دَلاَلاَ |
بذلت لك الممنوع ثـ | ـمَ منحتَها منك ابتذَالاَ |
وصددت عنها حين را | متْ من محاسنك الوِصالاَ |
ما كان مُرسِلُها، وحقَّـ | ـقك، يستحقُّ بها المَلالاَ |
هلا بذلت لنا مقا | فلم يَدع منها خِلاَلاَ |
مع أننا نوليك صبـ | ـراً في المودَّة ِ واحتمالاَ |
ونبثك الأخبار إن | أضحت قصاراً أو طوالا |
سارت سرايانا لقصـ | ـد الشام تعتسف الرمالا |
تُزجى إلى الأعداءِ جُر | د الخيل أتباعاً توالى |
تمضي خفافاً للمغا | ر بها وتأتينا ثقالاً |
حتَّى لقد رامَ الأعا | دي من ديارهم ارتحالا |
وعلى الوُعيرَة معشَرٌ | لم يعهدُوا فيها القِتَالاَ |
لما نأت عمن يحـ | ـف بها يميناً أو شمالاً |
نهضت إليها خيلنا | من مصر تحتمل الرجالا |
والبيض لامعة ً وبيـ | ـضا لهند والأسل النهالا |
في أرضِها حياًّ حِلالاَ | |
هَذا، وفي تلِّ العُجو | ل ملأن بالقتلى التلالا |
إذ مَرَّ مُرِى ليسَ يَلـ | ـوِى نَحو رُفْقته اشتِغَالاَ |
واستاق عسكرنا له | أهلاً يحبهم ومالا |
وسرية ابن فريج الطا | ئي طال بها وصالا |
سارت إلى أرض الخليـ | ـل فلم تدع فيها خلالا |
فلو أن نور الدين يجـ | ـعلُ فعلَنا فيهم مِثَالاَ |
ويُسيِّرُ الأجنادَ جهـ | ـراً كي ينازلهم نزالا |
ويفي لنا ولأهل دو | لَته بما قد كان قَالاَ |
لرأيت للإفرنج طـ | ـرَّا في معاقِلها اعتِقالاَ |
وتجهَّزوا للسَّيرِ نحوَ | ـو الغرب أو قصدوا الشمالا |
وإذا أبَى إلاّ اطّـ | حاً للنصحية واعتزالا |
عُدْنا بتسليمِ الأمورِ | لحُكْمِ خالقِنا تَعالَى |
ـلاقاً وأكرمهم فعالا | |
وأعزَّهُم جاراً، وأمـ | ـنعهم حمى ً وأجل آلا |
وأعمهم جوداً إذا | جادوا وأكثرهم نوالا |
فلذاك قد أضحى الأنا | مُ على مكارِمِه عِيالاَ |
وحمى البلاد بسيفه | عن أن تُذَال، وأن تُدَالاَ |
وأحَلَّ بالإفرنجِ في | بر وفي بحر نكالا |
حتَّى لقد سَئموا لِقَا | ءَ جيوشِ مصرٍ والقِتالاَ |
نبَّهتَ عبداً طالمَا | نبهَّتَه قدراً وحالاَ |
وعتبته فأنلته | شرفاً ومجداً لن يُنالاَ |
وكسوته شرفاً إذا | ما طاولْتهُ الشُّهْبُ طالاَ |
لكن ذاك العتب يشـ | ـعِل في جوانحه اشتعَالاَ |
أسفاً لجد مال عنـ | ـه إلى مَساءَتِهِ، ومَالاَ |
وحماهُ، وهو الحائِمُ الظـ | ـماڑنُ، أن يَرِدَ الزُّلاَلاَ |
وأجَرَّ مِقْولَه فَصر | نَ الحادثاتُ له عِقَالاَ |
فلو استَطاعَ السَّعى َ، وهـ | ـو الفرضُ، لم يرضَ المقَالاَ |
لكنَّها الأيامُ تُو | سعنا مطالا واعتلالا |
وتُسوِّفُ الرَّاجِى ، وتُو | رد ذا الصدى الظمآن آلا |
والدهر لا ينفك يبـ | ـرِى ، أو يَريشُ لَنا النِّبَالا |
ويصدنا عما نحا | وِله جِهاراً واغْتِيالاَ |
وإذا حمدناه على | حال تنكر واستحالا |
وذُنوبُه مغفورَة ٌ | لو كاثَرتْ فينا الرَّمَالاَ |
بالصالحِ المَلِكِ الذي | جمع المهابَة والجَلالاَ |
مَلِكٌ إذا زُغنَا أقَا | ل، وإن سألناهُ أنَالاَ |
فيُبيحُ جَاهِلَنا وسائِـ | ئلنا نوالاً واحتمالا |
فإليه معذرة المقـ | ـصر من إساءته استقالا |
وبفضل مالكه تعو | ذَ أن يَظُنَّ به المَلاَلا |
أو أنه يشكُو الكَلاَ | ل لسمعه السحر الحلالا |
وهو النَّهوضُ بما تحـ | ـمَّلَه، ولو حَمل الجِبالاَ |
أمّا السَّرايَا حين تر | جعُ بعد خِفَّتِها ثِقالاَ |
فكَذاك عادَ وفُودُ با | بك مثقلين نثا ومالاً |
ومسيرها في كل أرض | تبتغي فيها المجالا |
فكذاكَ فضلُك مثلُ عد | لك في الدنا سارا وجالا |
فاسلَم لنا، حتى نرى | لك في بني الدنيا مثالا |
واشدُد يَديْك بودِّ نُورِ | الدين، والقَ به الرِّجَالاَ |
فهو المُحامي عن بلا | د الشام جمعاً أن تذالا |
ومبيد أملاك الفرنـ | ـج وجمعهم حالاً فحالا |
ملِكٌ يتيه الدّهرُ والدُّ | نيا بدولتِه اختيالاَ |
فإذا بَدا للنّاظريـ | ـن رأت عيونُهُمُ، الكَمالاَ |
فبقيتما للمسلميـ | ـن حمى ً وللدنيا جمالا |