العائد
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هذا أنتَ الوجْهُ الشاحبْ | الهاربُ في زمنٍ هاربْ | تأتي من ذاكرةِ الأشجارِ | بلونِ الغيماتِ الذائبْ | تتفتَّحُ لحناً في شفةٍ | تتوضأُ باسْمِكَ كالتائبْ | تخضرُّ ربيعاً في عينٍ | تدعوكَ وتسميكَ الواهبْ | ها أنتَ -كلا أحدٍ- تأتي | شفَّافاً كالصمتِ الصاخبْ | *** | خطواتك -أذكرُ- لاهثة | وطريقُكَ في جرحٍ لاهبْ | وعيونُك خيطٌ من تعبٍ | يتهجَّى أفْقَهما الغاربْ | مُنْطفئاً كنتَ بلا يدِها | ظمآناً كالنهرِ الناضبْ | تمضي مِنْ غيرِ ملائكةٍ | بنـزيفِ قصائدِكَ الساربْ | مسجوناً في عطرِ امْرأةٍ | وطفولةِ صفصافٍ كاذبْ | وكأنَّك عشرون شتاءً | تتعرَّى في زمنٍ جادبْ | أو نصفُ مساءٍ تتدلَّى | ساقاه مِنْ قمرٍ راسبْ | ما كنتَ سماءَ فراشتِها | أو يدُها شطآنَ الغائبْ | فاسكبْ للرملِ نبوءتها | يدخلْكَ التيهُ بلا صاحبْ | وامنحْها ذاكرةَ الموتى | وبراحَ قصيدتِكَ العاتبْ | *** | بحروفِ خواءٍ من لغةٍ | صَدَفٍ يعوي دمُكَ الذاهبْ | ثمـَّة مِرآة ٌغامضةٌ | تتراءى في ماءٍ شائبْ | ثمـَّة ما يشبهُ أحصنةً | من موجٍ وصهيلَ كواكبْ | تترجَّلُ شمسٌ مطفأةٌ | ويسيلُ رخامُ صدى نادبْ | أشجارٌ تهذي.. ناقوسٌ | مِنْ غيمٍ.. وحطامٍ خالبْ | ثمـَّة حُلْمٌ في وحشتِها | يصحو مندهشاً أو غاضبْ | يتلمَّسُ وجهَ براءتِه | يتعصَّبُ بالفرحِ الساكبْ | فتعودُ -كلا أحدٍ- حُلماً | أبديًّا.. مغلوباً- غالبْ | تتفتَّحُ لحناً في شفةٍ | تتوضأُ باسْمِكَ كالتائبْ | تخضرُّ ربيعاً في عينٍ | تدعوكَ وتسْمِيك الواهبْ | ها أنتَ بلا موتٍ تأتي | شفافاً كالصمتِ الصاخبْ | وجْهٌ بالغيبِ تُقَنِّعُهُ | أم روحٌ وضَّاءٌ ثاقبْ؟! | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (حسن شهاب الدين) .