كانتْ تعتِّقُ في لحْنٍ أنوثتَها |
وتتركُ البحرَ مصبوغاً بحِنَّائي |
تخطو وترسمُني وشماً على جسدٍ |
تنامُ فيه سماءٌ دونَ إغفاءِ |
ترمي عليَّ زماناً لم يكنْ صدئاً |
وفضةً من براءاتٍ وأنداءِ |
عبيرُ تطلقُ أسراباً على بدني |
من الفراشاتِ تستدني لظى مائي |
تضيئُني عُشْبَ موسيقي كواكبُها |
أضيئُها عتمةً في دربِ إطفائي |
لها حريقٌ بدائيٌّ ولي امْرأةٌ |
من الهديلِ مشتْ في لونِ أصدائي |
تقولُ هلْ تُنْبتُ الأمطارُ ذاكرةً |
تعيدُني حين تنسى ظِلَّ أشيائي |
لم انسكبْتَ حنيناً في عراءِ دمي |
قلتُ: اسْكُني لغتي.. اتَّشِحي بأسمائي |
نبشْتِ تاريخَ صمتي فارتدي وجعي |
يا لثغةً عبرتْ آفاقَ هوجائي |
*** |
كشاعرٍ كانَ أرمي نَرْدَ قافيةٍ |
لعـلَّ آلهـةً تدنو لإصـغاءِ |
أعلـِّقُ الروحَ في قنديلِ موعدِها |
وأسرجُ اللونَ في لوحاتِ فوضائي |
يدنو فضاءٌ نُحاسيٌّ فيطعنُني |
بغيمةٍ رحلتْ في صوتِ عذراءِ |
خمسٌ وعشرون لحناً تحتَ معطفِها |
تأوي إليَّ فأنسى وجهَ ضوضائي |
أقول: مَنْ أنتِ.. هل أشعلتِ آنيةً |
بالوردِ فاشتعلتْ شُرْفاتُ إمسائي |
وهل رميتِ بها مهوى قصائدِنا |
فمزَّقتْنا شظايا لحنِ إغواءِ |
أنتِ انتعلتِ سماواتٍ وأوديةً |
فلا جهات لصوتي.. أنتِ أنحائي |
المجدليـَّةُ في عينيكَ دامعةٌ |
وأنت تغتفرينَ الآن أخطائي |
فتمتمي كي ينامَ البرقُ فوق يدي |
فقد تركتُ شتائي في مَدًى ناءِ |
**** |
لغيمةٍ تركتْ ظلاًّ على شجرِ |
النِّساءِ أتلو طقوسي دونَ إيحاءِ |
أرجوحةُ الموجِ تعلو في سماءِ دَمِي |
كالصمتِ في رئةٍ تهفو لإفضاءِ |
إذنْ سأذكرُ بنتاً في خطوطِ يدي |
تمشي وأقرؤها في صمتِ إضنائي |
عبيرُ أيُّ حروفٍ تلكَ تختصرُ |
الكونَ /الطفولةَ/ إشراقات حوَّاءِ |
عبيرُ ترحلُ في كلِّ اللغاتِ إلى |
مدائنِ السحرِ في معراجِ لألاءِ |
عبيرُ برزخُ صوتي، ثرثراتُ دَمِي |
شَكْلُ القصيدةِ، خطْوٌ فوق أضواءِ |
قيامةُ الروحِ.. أيقوناتُ معجزةٍ |
نبوءةُ الناي.. إيقاعاتُ إيماءِ |
هلْ للقصيدةِ ميعادٌ سوى يدِها |
توحي لخطوةِ صوتي دربَ إسرائي |
تلك الشفيفةُ هلْ ترضى إذا انسكبتْ |
قصيدةٌ فوقَ ممشاها بإغراءِ |
تلكَ التي ارتبكتْ في ماءِ حَيْرتِها |
حين ارتقيتُ مداها دونَ إبطاءِ |
**** |
أعودُ لِلْبَدْءِ كانتْ في نبيذِ دَمِي |
تُعتِّقُ الروحَ تبكي بين أعضائي |
تُسائِلُ البحرَ دومًا عن حدائقِه |
وشاعرٍ ذاهلٍ في قُدْسِه النائي |
عن ساحرٍ تستريحُ النارُ في دمِه |
ويشعلُ الماءَ في مِرْآةِ إظماءِ |
كانتْ تصاحبُ أشجاراً تحادثُها |
وتقرأُ الغيمَ.. تدري وَحْيَ إنبائي |
تقولُ: كنتُ سماءً قبلما انتثرتْ |
مني النجومُ دموعاً فوق ظلمائي |
قصيدةَ الرملِ كنتُ اشْتَفَّني ظمئي |
حتى اشتعلتُ غيوماً فوق صَحْرائي |
وكنتُ ظلاًّ لمِرْآةٍ أكسِّرُها |
دوماً وترسمُني رؤيا بلا راءِ |
لأنَّني سفرٌ يهمي به مطرٌ |
أسدلتُ من ألفِ عامٍ سترَ إخفائي |
**** |
فأسحبُ الموتَ مِنْ آفاقِ ذاهلةٍ |
وأتركُ الثلجَ يطفو فوق حسنائي |