يا ناق شطت دراهم فحني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا ناق شطت دراهم فحني | وأعلني الوجد الذي تجني |
ما أرزمت وهناً لفقد إلفها | إلاَّ رَمتْ جَوارِحى بوَهْن |
تذكَّرتْ أُلاَّفَها، فَهَيَّجَتْ | لاَعِجَ شَوقِي، وذَكَرْتُ خِدْنِي |
أبِكي اشتياقاً، وتَحِنُّ وحشة ً | فَقد شَجانِي حُزنُها وحُزنِي |
حَسْبُكَ قَد طالَ الحنينُ والأَسَى | وما رأى طول الحنين يغني |
ولا تَملِّى مِنْ مَسيرٍ وَسُرى ً | في مَهْمَهٍ سَهلٍ ووعْرٍ حَزْنِ |
حتى تناخي تحت بانات الحمى | سقى الحمى والبان صوب المزن |
أهوى الحمى وأهله وبانه | وإن نأيت وتناءوا عني |
شطوا وشطت بي داري عنهم | وهُم إلى قَلبَي أدنَى منِّي |
لم يذكروا لي قط إلا امتلات | بالدَّمعِ أجفانِي، وقَالتْ: قَطْنِي |
وهم أعز إن نأوا وإن دنوا | مما حوى خلبي وضم جفني |
نَفسي فِداءُ من أَوَرِّى بالحِمَى | والبَانِ عن أسْمَائِهمْ وأَكْنِي |
هُمُ، إذا قُلتُ: سقَى أرضَ الحِمَى | وبَانَه صوبُ الحَيا، مَن أَعني |
ضَنًّا بِهم عن أَن يطور ذكْرهُم | بمَسْمَعٍ، وَهُمْ مكانُ الضَّنِّ |
أحببتهم من قبل ينجاب دجى | فودي عن الصبح ويذوي غصني |
حبًّا جَرَى مَجرى الحياة ِ من دَمى | أصَمَّ عن كلِّ نَصيحٍ أُذنِى |
فلو تَعَّوّضتُ بهم عَصْرَ الصِّبَا | لبان في صفقة بيعي غبني |
فَارقتُهم أشْغَفَ ما كنتُ بِهِم | وعدت قد أدمت بناني سني |
ألزم كفي فؤاداًً ماله | من بَعدِهم رَوْحٌ سوَى التمنّي |
لكنَّني أَدعُو لجمِع شَمْلِنا | مُسيِّرَ الشُّهبِ، ومُجرى السُّفْن |