يا راكباً تقطعُ البيداءَ هّمتُه
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يا راكباً تقطعُ البيداءَ هّمتُه | والعيس تعجز عما تدرك الهمم |
بلغ أميري معين الدين مألكة ً | من نازح الدرا لكن وده أمم |
وقل له: أنت خيرُ التّركِ فضَّلكَ الحيـ | ـحياء والدين والإقدام والكرم |
وأنت أعدلُ من يُشكَى إليه، ولِي | شَكِيَّة ٌ، أنت فيها الخَصمُ والحكمُ |
هل في القضية يا من فضل دولته | وعدلُ سِيرتِه بين الورَى عَلَمُ |
تَضييعُ واجبِ حقِّي بعد ما شَهدت | به النصيحة والإخلاص والخدم |
وما ظننتُكَ تَنسى حقَّ معرفَتِي | إن المعارف في أهل النهى ذمم |
ولا اعتقدت الذي بيني وبينك من | ود وإن أجلب الأعداء ينصرم |
لكن ثِقاتُك ما زالوا بِغِشِّهمْ | حتى استوت عندك الأنوار والظلم |
باعُوكَ بالبَخسِ، يبغُون الغِنَى ، ولهمُ | لو أنهم عَدِمُوك، الويلُ، والعدَمُ |
واللّهِ ما نَصَحُوا، لما استَشرتَهُمُ | وكلهم ذو هوى ً في الرأي متهم |
كم حرَّفُوا من مقالٍ في سِفَارتَهم | وكم سَعَوْا بفسادٍ، ضَلَّ سعيُهمُ |
أين الحمية والنفس الأبية إذ | ساموك خطة ً خسف عارها يصم |
هلاً أنفت حياءً أو محافظة ً | مِن فعلِ ما أنكرتْه العُرْبُ والعَجَمُ |
أسلمتنا وسيوف الهند مغمدة | ولم يُروِّ سنانَ السمهوريِّ دَمُ |
وكنتُ أحسَبَ مَن والاَك في حَرمٍ | لا يَعترِيه به شيبٌ ولا هَرَمُ |
وأنَّ جارَك جارٌ للسموءَل، لا | يَخَشى الأَعادِي، ولا تَغتالُه النِّقَمُ |
وما طمان بأولى من أسامة بالـ | فَاءِ، لكن جرى بالكائِن القَلمُ |
هَبنا جَنَيْنا ذُنوباً، لا يكفِّرُها | عذر فماذا جنى الأطفال والحرم |
ألقيتَهُم في يدَ الإفرنجِ مُتَّبِعاً | رضا عدى ً يسخط الرحمن فعلهم |
هم الأعادي وقاك الله شرهم | وهُم بِزعْمهمُ الأعوانُ والخَدمُ |
إذا نهضت إلى مجد تؤثله | تقاعدوا فإذا شيدته هدموا |
وإن عَرَتْكَ من الأيامِ نائبة ٌ | فكلُّهمْ للَّذي يُبكِيكَ مُبْتَسِمُ |
حتَّى إذا ما انجلَت عنهم غَيابَتُها | بحد عزمك وهو الصارم الخذم |
رشَفْتَ آجنَ عيشٍ، كلُّه كَدَرٌ | ووِردُهم من نَداك السلسلُ الشَّبِمُ |
وإن أتاهُم بقولٍ عنك مُختَلَقٍ | واشٍ، فذاكَ الذي يُحْبَى ، ويُحتَرمُ |
وكلُّ من ملْتَ عنه قرَّبُوه، ومَن | والاك فهو الذي يقص ويهتضم |
بغياً، وكفراً لما أوليتَ من مِنَنٍ | ومرتع البغي لولا جهلهم وخم |
جرِّبْهمُ مِثلَ تجريبِي، لتَخبرُهُم | فللرجال إذا ما جربوا قيم |
هل فيهم رجل يغني غناي إذا | جَلاَ الحوادثَ حدُّ السّيفِ والقَلَمُ |
أم فيهمُ مَن له في الخطبِ ضَاقَ به | ذرع الرجال يد يسطو بها وفم |
لكن رأيك أدناهم وأبعدني | فليت أنا بقدر الحب نقتسم |
وما سخطت بعادي إذ رضيت به | وما لِجُرحٍ إذا أرضاكُم أَلَمُ |
ولست آسى على الترحال عن بلد | شهب البزاة سواء فيه والرخم |
تعلَّقَتْ بحبالِ الشمس منه يَدِي | ثم انثنت وهي صفر ملؤها ندم |
لكْن فراقُك آسانِي، وآسَفَنِي | ففي الجوانحِ نارٌ منه تَضطرمُ |
فاسلم فما عشت لي فالدهر طوع يدي | وكلُّ ما نالنِي من بؤسه نِعَمُ |