لو كان صد مغاضباً ومعاتبا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
لو كان صد مغاضباً ومعاتبا | أعتبته ووضعت خدي تائبا |
لكن رأى تلك النضارة قد ذوت | لما غدا ماء الشبيبة ناضبا |
وتعاقُبُ الأيَّامِ أعقَب لِمَّتي | من حالِكٍ جَثْلٍ شَكيراً شَايِبَا |
ورأى النُّهى بعد الغَواية ِ صَاحبي | فثنى العنان يريغ غيري صاحبا |
وأبيه ما ظلم المشيب وإنه | أملي فقلت: عساه عني راغبا |
أنا كالدُجَى ، لما انتهَى نشرت لَه | أيدِي الصّباحِ من الضّياءِ ذوائبا |
خمسون من عمري مضت لم أتعظ | فيها كأني كنت عنها غائبا |
لم أنتفع بتجاربي فيها على | أني لقيت من الزمان عجائبا |
وأتت علي بمصر عشر بعدها | كانت عظاة ً كلها وتَجارِبَا |
شاهدتُ من لَعِبِ الزمانِ بأهلِه | وتَقلُّبِ الدّنيا الرقُوبِ عَجائِبَا |