خطر الشيطان على الإنسان
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
خطر الشيطان على الإنسانهذا مَعْلم مهم في الحذَر من هذا المخلوق؛ وذلك بمعرفة حقيقته وإمكانياته..
يقول ابن تيميه رحمه الله: (فأصل الشرِّ عبادةُ النَّفس والشيطان، وجعلهما شريكين للرب، وأن يعدلا به، ونفسُ الإنسان تفعل الشرَّ بأمر الشيطان)[1].
ويقول رحمه الله أيضًا: (فالشياطين لهم غرَض فيما نهى الله عنه من الكُفر والفسوقِ والعصيان، ولهم لذَّة في الشرِّ والفتن، يحبُّون ذلك وإن لم يكن فيه منفعة لهم، وهم يَأمرون السارقَ أن يسرق، ويذهبون إلى أهل المال فيقولون: فلان سرق متاعَكم؛ ولهذا يقال: القوة الملكية، والبهيميَّة، والسبعية، والشيطانية؛ فإنَّ الملكيَّة فيها العلم النافع والعمل الصالح، والبهيمية فيها الشهوات؛ كالأكل والشرب، والسَّبعية فيها الغضَب وهو دفع المؤذي، وأمَّا الشيطانية، فشرٌّ محض؛ ليس فيها جلب منفعة، ولا دفع مضرَّة)[2].
وكشف حقيقة هذا المخلوق ومداخله يكون عن طريق تدبُّر آيات القرآن، فمعظم الأساليب والوسائل والمداخل التي يَستخدمها الشيطان موجودة في آيات القرآن المتفرِّقة؛ ولهذا أمرنا سبحانه وتعالى بتدبُّر القرآن، قال تعالى: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24].
ويمكن للمؤمن المستيقِظ أن يكشف خواطرَ الشيطان التي يَقذفها إلى الإنسان؛ وذلك برفع الغطاء عن خَواطر الشيطان، ويجب وَزن هذه الخواطر بميزان الإسلام بما هو مقرَّر في القرآن الكريم والسنَّة النبوية المطهرة؛ فإذا وجدنا أنَّ هذه الخاطرة تَدعو إلى فعل الخير، فهي من الله تعالى، أمَّا إذا وجدنا أنَّ هذه الخاطرة تدعو إلى الشرِّ والمعصية، فهي من الشيطان.
فنفهم من طبيعة هذا المخلوق أنَّه شرٌّ محض، ولا يأمر إلَّا بكل شر، وأنَّ مخططاته تتمثَّل في غَواية بني آدم، وجرهم إلى هذا الشر[3]؛ فهذا المَعْلم يتمثَّل في الوقوف على خطورة هذا المخلوق وطبيعته عن طريق تدبُّر آيات القرآن.
[1] مجموع الفتاوى ج (14)، ص (362).
[2] مجموع الفتاوي ج (13)، ص (83).
[3] ينظر: المستفاد من قصص القرآن - ج (1)، ص (90 - 92).