نبعَ الهوى إن الفؤاد مُكمّم |
واللفظ ُ مكسور الخواطر مبهمُ |
والناس تومئ للكلام شريدةً |
والصوتُ مرتبك الحروف يُغمغم |
رغبوا من القول البهيم قصيدة ً |
والشعرُ أكرمُ ، لا يُذلّ ويُرغمُ |
لولا هُدى الأشعار فينا ما درى |
ذا الجيلُ كيف يحسّ أو يتكلم |
لولا النبوة والكتاب وهمّة ٌ |
لتبعثر التاريخ وهو محطّم |
أمّاه يا رَوضَ اللغاتِ تحية ً |
من مغرٍم قلقِ الجوى يتألم |
هذا نشيد الرّوح يربكه الصدى |
ويشده الشوق الكريم الملهم |
عربيّة َ الأجداد جئتك خاشعا |
وخطى النشيد خجولة ً تتقدم |
**** |
إني هنا العشق الذي لا ينتهي |
ويظل أروعَ ما يُشادُ ويُنظم |
شريان آبائي ونبع عروبتي |
وبُراق ترحالي وشوقي الأعظم |
لغة ٌمن السحر الحلال فتونها |
وفنونها كون بديع مُحكَم |
تُغويك بالآفاق دون ملالة |
فتظل تعرج في البهاء وتنعَم |
لكأنها البحرُ المحيط بلا مدى |
أعماقُه الكف النّديّ المكرِم |
أفضى بها الروح الأمين لأحمد |
وحيًا يقارع بالبيان فَيَهزِمُ |
يَهدي إلى سُبل الرشاد جميعِها |
نورا من الباري يشع ويرحم |
فتألف الشوق الكبير لرحلة |
في النص تجلو ما يسرّ ويكتم |
تتكشف الرؤيا وينبجس المدى |
فيبينُ نهج العارفين ويُفهم |
ويضيئ للعشاق درب محبة |
نحو الذي أحبابه لا تُظلم |
سبحان من جعل البيان بريدَه |
كلِما ً، يهزّ العالمين ويُفحمُ |
**** |
تلـك العروبـةُ رايــةٌ مرفـوعـة |
تَغنىَ بهـا الأيـام حيـن تُحمـحـمُ |
تعلو بهـا الأشـواقُ تومـضُ حـرةً |
وبها القصيدُ علـى الزمـان يدمـدمُ |
يزهو بها الإبداع فـي عليائه |
قـدرًا يصـرّف حرفَـهـا ويصـمّـمُ |
**** |
ها أننا نبغي القصيدة راية ً |
للخيمة الكبرى تضمّ وتحلم |
ترقى إلى قمم الفخار وتبتني |
أملَ العروبة في اللقاء وتُبرم |
لم يبقَ غيرُ الشعر يهتف صادحا |
هُبّوا إلى وطن القصيدة تسلموا |
لنعـبّ منهـا مـا نـشـاء تطيّـبـا |
ونخـوض فيهـا والجوانـح تبـسَـم |
ونـذوبُ حتـى نستعيـد صفـاءنـا |
باليعـربـيـة رايـــةً لا تُـثـلَـمُ |