الحياة مجازا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
دعيني بلا قهوة في الصباح | ومن دون أن تفتحي زرَّ راديو | ولا تصفعيني بتلك الصحيفه | لأشعر أني أصافح يوما جديدا | على غير عادات ذاك البلد | *** | دعيني أبعثر نفسي | وأكسر وقع الخطى | وأصرخ في البيت مثل الصبيّ | عسى أستعيد عبير انعتاقي | فإني أحتاج بعض الإثارة | كي تستساغ الحياةُ | بهذا الوجود الرتيب | ولو بالجنون .. وبعض النكد | *** | نكرر أيامنا الهاربات | ودون انتباه إلى عمرنا المستقرّ | نسافر مثل الخرافة | مثل الغمام.. | ونهتف مثل الفتى الجاهليّ | ـ وقد دوّختنا الفتون ـ | قفا نبك من .. | جموح الفصول | وتيه الأمد | *** | يلوذ الزمان بأصقاعنا | يستريح قليلا.. | ويغنم في ظلنا | خيمة للسلام العجيب | يحط بها تعب الآخرين | ويحدث أن.. | يستطيب الزمان على أرضنا | نومةً للأبد | *** | تماهى الوجود لدينا مع الراحلين | فمجد الولادة للسابقين | وفخر الرّيادة للفاتحين | وفضل الكرامة للتابعين | فماذا تبقّى لنا دونهم.. | ونحن نطالبهم في عياء | بخيل المدد ؟ | *** | سئمت رتابة هذي التحايا | وبسماتنا الفاتره | ونظرتنا في الفراغ البهيم | نصافح هذي الشوارع | من دون قلب .. | ووجه المدينة هندسةٌ للجفاف | يُطاول وجهَ السماء بأبخرة | من رماد الكبَد | *** | تحاورني ومضات السراب | لأنيَ أشبهها .. | في الوميض الكذوب | فأزعم أن القصيدة | لا تستقيم بغير الكذب | وأن المجاز .. | حقيقةُ كوْن العرب | *** | دعيني بلا قهوة أو بريد | فإن المواعيد سالت بها الذكريات | ونامت نواطيرها | ولكن أنشودة قد تشدّ الرّحال | لفجر جديد.. | وقد لا تعود لهدهدة الحالمين | وقد تستبد . | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (سالم المساهلي) .