قَدْ تَوَلَّى رِفَاقُنَا وَبَقِينَا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
قَدْ تَوَلَّى رِفَاقُنَا وَبَقِينَا | يَعْلَمُ الله بَعْدَهُمْ مَا لَقِينَا |
هَلْ مِنْ الصَّابِ فِي كُؤُوسِكَ سُؤْرٌ | قَدْ سُقِينَا يَا دَهْرُ حَتَّى رَوِينَا |
أَوَدَاعٌ يَتْلُو وَدَاعاً وَتَأْبِي | نٌ عَلَى الإِثْرِ مُعْقِبٌ تَأْبِينَا |
أَيُّهَا الشَّاعِرُ الَّذِي كَانَ حِيناً | يَتَغَنَّى وَكَانَ يَنْحَبُ حِيناً |
حَطِّمِ العُودَ إِنْ كَرَّ اللَّيَالِي | لَمْ يُغَادِرْ فِي العُودِ إِلاَّ الأَنِينَا |
أَنْ يُلِمَّ الرَّدَى بِمَيَّ غَدَاةً | يَا لَقَوْمِي بِأَيِّ خَطْبٍ دُهِينَا |
طَالِعُ السَّعْدِ هَلْ تَحَوَّلَ نَوْءاً | يَبْعَثُ الرِّيحَ وَالسَّحَابَ الهَتُونَا |
فَإِذَا مَا أَقَرَّ أَمسٍ عُيُوناً | قَرَّحَ اليَوْمَ بِالدُّمُوعِ العُيُونَا |
نِعْمَةٌ مَا سَخَا بِهَا الدَّهْرُ حَتَّى | آبَ كَالعَهْدِ سَالِباً وَضَنِينَا |
أَيُّ هَذَا الثَّرَى ظَفِرْتَ بِحُسْنٍ | كَانَ بِالطُّهْرِ وَالعَفَافِ مَصُونَا |
لَهْفَ نَفْسِي عَلَى حِجىً عَبْقَرِيٍّ | كَانَ ذُخْراً فَصَارَ كَنْزاً دَفِينَا |
إِيهِ يَا مَي أَسْرَفَ اليُتْمُ تَبْرِي | حاً بِرُوحٍ كَانَ الوَفِيَّ الحَنُونَا |
فَقْدُكِ الوَالِدَيْنِ حَالاً فَحَالاً | جَعَلَ البِيضَ مِنَ لَيَالِيكِ جُونَا |
وَرَمَى أَصْغَرَيْكَ رَامِي الكَبِيرَيْ | نِ فَذَاقَا قَبْلَ المَنُونِ المَنُونَا |
أَقْفَرَ البَيْتُ أَيْنَ نَادِيكِ يَا مَيُّ | إِلَيْهِ الوُفُودُ يَخْتَلِفُونَا |
صَفْوَةُ المَشْرِقَيْنِ نُبْلاً وَفَضْلاً | فِي ذَرَاكَ الرَّحِيبِ يَعْتَمِرُونَا |
فَتُسَاقُ البُحُوثُ فِيهِ ضَرُوياً | وَيُدَارُ الحَدِيثُ فِيهِ شَجُونَا |
وَتُصِيبُ القُلُوبُ وَهِيَ غِرَاثُ | مِنْ ثِمَارِ العُقُولِ مَا يَشْتَهِينَا |
فِي مَجَالِ الأَقْلامِ آلَ إِلَيْكِ السَّ | بْقُ فِي المُنْشِئَاتِ وَالمُنْشِئينَا |
أَيْنَ ذَاكَ البَيَانُ يَأْخُذُ بِالأَلْبَ | ابِ فِيمَا تَجْلِينَ أَوْ تَصِفِينَا |
فِي لُغَاتٍ شَتَّى وَفِي لُغَةِ الضَّ | ادِ تُجِندِينَ صَوْغَ مَا تَكْتُبِينَا |
أَدَبٌ قَدْ جَمَعْتَ فِيهِ عُلُوماً | يُخْطِيءُ الظَّنُّ عَدَّهَا وَفُنُونَا |
وَتَصَرَّفْتِ فِيهِ نَظْماً وَنَثْراً | بِاقْتِدَارٍ تَصَرُّفَ المُلْهَمِينَا |
تَبْتَغِينَ الصَّلاحَ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ | وَتُعَانِينَ شِقْوَةَ المُصْلِحِينَا |
وَحْيُ قَلْبٍ يَفِيضُ بِالحُبِّ لِلخَيْ | رِ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يَهْتَدُونَا |
وَيَوَدُّ الحَيَاةَ عِزّاً وَجُهْداً | لا يَوَدُّ الحَيَاةَ خَسْفاً وَلِينَا |
فَهْوَ آناً يَبُثُ بَثّاً رَفِيقاً | يَمْلأُ النَّفْسَ رَحْمَةً وَحَنِينَا |
وَهْوَ آناً يَثُورُ ثَوْرَةَ حُزّ | عَاصِفاً عَصْفَةً تَدُكُّ الحُصُونَا |
يَنْصُرُ الْعَقْلَ يَكْشِفُ الجَهْلَ يُوحِي ال | عَدْلَ يرْعَى الضَّعِيفَ وَالمِسْكِينَا |
أَيْنَ ذَاكَ الصَّوْتُ الَّذِي يَمْلِكً الأَسْ | مَاعَ فِي كُلِّ مَوْقِفٍ تَقِفِينَا |
فُجِعَ الشَّرْقُ فِي خَطِيبَتِهِ الفُصْحَ | ى وَمَا كَانَ خَطْبُهَا لِيَهُونَا |
أَبْلَغُ النَّاطِقَاتِ بِالضَّادِ عَبَّتْ | بَعْدَ أَنْ أَدَّتِ البَلاغَ المُبِينَا |
أَطْرَبَتْهُ وَهَذَّبَتْهُ وَحَثَّتْ | هُ عَلَى الصَّالِحَاتِ دُنْيَا وَدِينَا |
بِكَلاَمٍ حَوَى الطَّرِيفَيْنِ تَنْغِ | يماً كَمَا يُسْتَحَبُّ أَوْ تَلوِينَا |
قَدَّرَتْهُ لَفْظاً وَلَحْظاً وَإِيمَا | ءً بِمَا وَدَّتِ المُنَى أَنْ يَكُونَا |
ذَاكَ فِي العَيْشِ مَا شُغِلْتَ بِهِ وَال | غِيدُ تَلْهُو وَأَنْتَ لا تَلْهِينَا |
لَمْ تَرُومِي إِلاَّ الجَلِيلَ وَجَانَبْ | تِ الأَبَاطِيلَ وَاتَّقَيْتِ الفُتُونَا |
وَجَعَلْتِ التَّحْصِيلَ دَأْباً وَآتَيْ | تِ جَنَاهُ فَطَابَ لِلمُجَتَبِينَا |
فَعَلَيْكِ السَّلامُ ذِكْرَاكِ تَحْيَى | وَبِرَغْمِ البِعَادِ لا تَبْعِدِينَا |
لاتِّحَادِ النِّسَاءِ فِي مِصْرَ فَضْلٌ | أَكْبَرَ النَّاسُ مِنْهُ مَا يَشْهَدُونَا |
قَدَّمَ اليَوْمَ فِي الوَفَاءِ مِثَالاً | مِنْ مَسَاعِيهِ بِالثَّنَاءِ قَمِينَا |
فَهْوَ يَرْعَى بِهِ لِمِيَّ حُقُوقاً | وَهْوَ يَقْضِي عَنْ البِلادِ دُيُونَا |
يَا هُدَى أَنْتِ رَحْمَةٌ وَهُدىً لِلشَّ | رْقِ فَأَبْقَى لَهُ وَأَفْنِي السِّنِينَا |