أجيرة َ قَلبي، إن تَدانَوْا، وإن شَطُّوا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أجيرة َ قَلبي، إن تَدانَوْا، وإن شَطُّوا | ومُنَيَة َ نَفسى ، أنْصَفُوني أو اشْتَطُّوا |
عصَيْتُ اللَّواحِي فيكُمُ، وأطعتُمُ | مقَالَهُمُ، ما هكذا في الهَوى الشرْطُ |
ولو عَلمُوا مقدارَ حَظِّي منكُمُ | وهمّي بكم زال التّنافُسُ والغَبْطُ |
إذا كانَ حظّي منكُمُ في دنُوِّكُم | صدود وهجر فالتداني هو الشحط |
فيا قلب مهلاً لا ترع إن قربهم | إذا هَجروا، مثلُ الَّتنائِي إذا شَطُّوا |
هواهم هوى ً لا البعد يبلي جديده | لدَيْنا، ولا عَالِيه بالهجر يَنْحطُّ |
أحبهم حبي الحياة محبة ً | جرت في دمي والروح فهي لها خلط |
لهم من فؤادي موضع السر والهوى | فمحض هواهم في سويدائه وخط |
يُعللُني شَوقى ِ بَزْورِة طَيفهم | وَجَيْبُ الدُّجَى عن واضح الصبح منحَطُّ |
وطرفي يراعي النجم حيران مثله | إلى أن دَعَاهُ في مغَارِبِه الهَبْطُ |
عجبت له كيف اهتدى لرحالنا | وكم للوى من دون تعريسنا سقط |
وكيف فرى عرض الفلا من يؤوده | ويَبهُرهُ في جانِب الخدرِ أن يَخْطو |
فلما استفاض الفجر كالبحر وانبرت | نُجومُ الدُّجى فيه تَغورُ، وتَنْغَطَّ |
أسفت على زور أتاني به الكرى | وما زارني مذ كان مستيقظاً قط |
إذا مَاسَ خلتُ المسَّ غَال عقولَنا | وخامرها من سورة الوجد إسفنط |
يَقولُون: خُوطٌ، أو قَناة ٌ قويمة ٌ | وما قده ما ينبت البان والخط |
شبيهة أم الخشف جيداً ومقلة ً | بجِيدك تزدانُ القلائدُ والقُرطُ |
تروض جو جبته وتضوعبت | ربى ً مسها مما تسربلته مرط |
حكى وجهُكِ الشمسَ المُنيرة َ في الضُّحَى | ولونَ الدَّياجِى شَعرُكِ الفاحمُ السَّبطُ |
فتكت بَبتَّاك الحُسامِ، إذا هَوَى | على مفرد ثناه في المعرك القط |
وما خلت آساد الشرى إذ تبهنست | فرائس غزلان الصريمة إذ تعطو |
فيا عجباً من فاتر الطرف فاتن | سطا بكمي لم يزل في الوغى يسطو |
فأرَداهُ فردُ الحُسن فرداً، وإنَّه | ليرهُبه من رَهط قَاتِلهِ الرَّهطُ |
أيَا ساكِنى مصرٍ، رضَانَا لِبُعدِكُم | عن العيش والأيام لا تبعدوا سخط |
إذا عن ذكراكم ظللت كأنني | غَريقُ بحارٍ ما للُجَّتِها شَطُّ |
وألزم كفي صدع قلب أطاره | جوَى الشوقِ، لولاَ أن تداركُه الضَّبطُ |
فهل لي إليكم أو لكم بعد بعدكم | إياب فقد طال التفرق والشط |
أراكم على بعد الديار بناظر | لكل فراق من مدامعه قسط |
إذا عاينَ التَّوديعَ أرسَل لُؤلؤاً | من الدمع لم يجمع فرائده اللقط |
وما شفه إلا نوى من يوده | وفرقة ألاف هي الميتة العبط |
فراق أتى لم تخبر الطير كونه | ولاَ رَفَعُوا فيه الحُدوج ولا حَطُّوا |
تلقته مني سلطة وصريمة | ومن لِي أنِّي بَعدَ وشْكِ النَّوَى سَلْطُ |
وما كنت أدري أن للشوق زفرة ً | تزيد كما ينمي ويضطرم السقط |
برغمى أن تمسي وتصبح دونكم | فَيافٍ، لأَيدي الجُردفي وْعرِهَا لَغْطُ |
وأن تنزلوا دار القطيعة والقلى | وجيرانكم بعد الكرام بها القبط |