هو الجوادُ الذي يلقَاهُ ما دحُه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
هو الجوادُ الذي يلقَاهُ ما دحُه | وإن غلا فوق ما أثنى وما وصفا |
مَعذَّلٌ في النَّدَى ، لكنَّ راحَتَه | تأبى مع العذل إلا البذل والسرفا |
صَعبُ الإباءِ، إذا ما هجت سَورتَه | نزرُ الرّضا، فإذا استَعطَفْته عَطَفَا |
بَادى الحُقُودِ على أعدائِه، فإذا | نَالتْهُمُ قدرة ٌ منه حَبا، وعَفَا |
نَغْشَى مواردَ من أخلاقِه كَرُمتْ | ورداً ونرتاد منها روضة ً أنفا |
مستَهتَرٌ بالمعالي، لا يزالُ على | تقلب الدهر مشغوفاً بها كلفا |
إن أخلَفَ الغيثُ لم تُخلِف مواهِبُه | أو فظ دهر على أبنائه لطفا |
عدل القضية إلا في مواهبه | لم يقض في المال إلا جار واعتسفا |
تَعُمُّ نُعماه ذا نقص وذا شرفٍ | كأنّه البحرُ يحوي الدُّرَّ والصَّدفَا |
منزَّهُ الخُلقِ عن فعلٍ يُعاب به | فما تَرى لكَمالٍ عنه مُنْصَرَفَا |