أتْهَم فيكُم لائمي، وأنجَدا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أتْهَم فيكُم لائمي، وأنجَدا | وما أفادَ سلوة ً إذْ فنَّدَا |
أرشدَنِي بزعمه، وما أَرَى | سلو قلبي عن هواكم رشدا |
يا لائمي فيهم أعد ذكرهم | واللومَ فيهم، واتَّخِذ عندي يَدَا |
روح بذكراهم فؤاداً مضرماً | لو مَاتَ حولاً كاملاً ما بَرَدَا |
لو كان ما يشكُوهُ من حَرِّ الأسَى | ناراً لباخت أو زناداً أصلدا |
لا تحسَبنَّ اليأسَ أسْلاَني، ولا | أنسانِي النّأيُ هَوَى من بَعُدَا |
شرطُ الهَوَى لهُمْ عَلَّى أنَّنِي | بهم مُعَنَّى القلب صبٌّ أبَدا |
لا أستفيق من هوى ً إلا إلى | هَوًى ، ولا أسلُو، وإن طالَ المَدَى |
أفْدِى خيالاً زَار رحْلي موهِناً | على تَنَائِى دَارِه كيفَ اهُتَدى |
عهدتُه مُوسَّناً رَأْدَ الضُّحى | فكيفَ جابَ في الظلامِ الفَدْفَدَا |
عُلالَة عَلَّلنِي الشّوقُ بها | والماء في الأحلام لا يروى الصدى |
ثُمَّ هبَبْتُ لاَ بكَ الوجدُ الذي | حرَّكَهُ طيفُهُم وجدَّدَا |
مُدلَّهاً، أمسحُ عَيْنَي، عسَى | تراهُ يَقظى ، وأَجُسُّ المرَقَدَا |
كَقانِصٍ فاتَ القنيصُ يَده | أو واجد أضل ما قد وجدا |
أحبَابَنَا وحبَّذا نداؤُكُمْ | لو كنتم لدعوة الداعي صدى |
غالَت يد الأيام من بَعدِكُم | ذَخائِرى ، حتى الإسَى والجَلَدَا |
ما لاصطباري مدد بعد النوى | فويحَ دَمْعي! مَن حَباهُ المَدَدَا |
لكنَّني ما رُمت إطفاءَ الجوى | بفيضه إلا التظى واتقدا |
يارَوَعَتا لطائرٍ نَاحَ على | غصن فأغرى بالأسى من فقدا |
أظنه فارق ألافا كما | فارقت أو كما وجدت وجدا |
أدمَى جراحاتٍ بقلبِي للنَّوى | وما علمت ناح حزناً أم شدا |
لكن يهيج للحزين بثه | إذا رأى على الحنين مسعدا |
فقل لمن أشمته فراقنا | وسره أن جار دهر واعتدى |
إن سرك الدهر بنا اليوم فهل | أمنت أن يسرنا فيك غدا |