"مديحٌ لِدفقة الانعتاق الشعبي في غزة " |
*** |
منذ الزمن العربي الهارب.. |
والقلب الحائرُ يَضْنى |
يتَحرّى لُقياهُ ... |
من دون دليل أو جدوى .. |
وزمانا غنّى الحادي.. |
لتعودَ عناقيدُ الوصْل |
وتُبعثِرَ بين الناس |
حدودَ الفصْل ... |
وتعودَ الخيمةُ واحدةً |
تبني حلما صلبا .. |
وتُغنيّ للأكوان نشيدا ملتحما |
... |
كم عشنا ... |
ومفاصلُنا تتمزّق .. |
تحت رسوم خرائطنا.. |
وظَللنا خلفَ رُعاة الصمتِ |
قطيعا منكسرا ... |
... |
حتىّ جاء الجوعُ |
يتدافعُ فوق الشوق الأقصى |
تتهدّم جدرانُ البُعد الصمّاءُ |
ما أروع أن |
َتتوافقَ كُلّ الأيدي كي... |
يتكسّرَ هذا الحدّ الفاصلُ |
بين الجسم وبين الرّوح |
ما أبهى أن .. |
يتفجّرَ إحساسُ النّاس |
ويهدَّ صُروح النّسيان... |
... |
المجدُ لِأرضي.. |
صانعةِ التّوق الإنساني .. |
المجدُ لآلام الناس البُسطاء.. |
تكتظّ وتدفع عنها |
أشباح الموتِ الصّامت ، |
والجبناءْ ... |
الآن يعودُ التاريخ النبويُّ |
وتعود الأرض إلى الدورانْ.. |
... |
المجد لأرضي تعلنُ : |
هذي الأمّةُ لن تنسَ.. |
بل تطلَعُ كالميلاد |
من الآلامْ .. |
مازالت هذي الأمّةُ.. |
عاليةَ الأحزانْ.. |
ذي أرملةٌ ثكلى ... |
الأَرْجَلُ من كلّ الخُطباءْ .. |
من كلّ شيوخ قبائلنا.. |
قد آن لها .. |
أن توقظ نبضَ الحلم الغافي.. |
أن ترفع دمعتها .. |
فوق الأوجاع.. وتمضي |
فوق الأسلاك ..وتمضي |
فوق الحرّاس ..وتمضي |
فالمجد لها |
والمجد لها.. |
... |
آهٍ لو كنتُ لِدفْق جسارتها قلباً |
لِصراحةِ دمعتها خدّا ... |
للخُطوةِ فوقَ جناح الهمّة درباً |
لو كُنتُ هناك .. |
ما كنت لأركَبَ وهمَ الإنشاءِِ |
ومجازات القولِ.. |
ما كنتُ غريبا يا وطني.. |
... |
يا هذا الموجُ الهادرُ نحو الأرضِ |
يمحو عنها أخدودَ أعاديها .. |
ويداويها ... |
ويضمّدُ جرحَ الفُرقة والهجرانِ |
يُناديها: |
" قد جئت الآن فلا تأسَيْ .. |
والناسُ ورائي آتونا .." |
... |
القلبُ أمامَك ، قبلك ، بعدك ، |
يهفو للّقيا .. |
يا صحوةَ نبض الإنسانِ |
يا صَدْر الهمّة يا شعبي |
الناسُ، الأرضُ، البحرُ، الرّيحُ ،الكونُ |
يُبارك خَطوك نحو الحرّيه .. |
فاخلع أسوار مقابرهم وامضِ |
وازحف كالسّيل العارم وامضِ |
ما أصعب خطوتنا الأولى.. |
ما أسهل خطوتنا الأولى.. |
يا صبح بلادي يا ..يا صبح بلادي يا... |
يا صبح بلادي ... |