لم ينهه العذل لكن زاده لهجا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
لم ينهه العذل لكن زاده لهجا | والعذُل مما يَزيدُ المستهامَ شَجَى |
أضَعْتَ نُصحَكَ فِيمن ليس يسمَعهُ | ولا يرى في ضلالات الهوى حرجا |
ما قلبه حاضر النجوى فيردعه النـ | ـاهِي، ولا نَهيهُ في سمِعه وَلَجَا |
مُدلَّهُ، فارقَ الأحبابَ أغْبَط مَا | كانوا وكان بهم جذلان مبتهجا |
يستخبُر الدَّارَ عنهم صبوة ً، فإذا | أعيَتْ عليه جواباً ناحَ أو نَشَجا |
فاضت بقاني الدم المنهل مقلته | فكل راء رآها ظنها ودجا |
يا ويحه من جوى ً يغدو عليه ومن | جوى ً يروح إذا ليل الهموم دجا |
أفِدي خيالاً سَرَى ليلاً، فأشرقتِ الدُّ | نيا بأنواره، والصبحُ ما انْبَلَجَا |
عجبت منه تخطى الهول معترضاً | أرض العِدا ووشَاة َ الحى ِّ، كيف نَجَا |
إذا رأيت حباب الراح منتظما | ذكرت ذاك الرضاب العذب والبلجا |
يا لي من البين لا زالت مطيهم | حسى إذا ارتحلت معقولة ً بوجى |
سارت بإنسان عيني في هوادجها | فما رَأَتْ مَنظراً من بَعدِهِمْ بهَجَا |
فارقتُهم، فكأَنِّي ما سُرِرتُ بِهِمُ | يوماً وقد عشت مسروراً بهم حججا |