القصيدة و الأدغال
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
دَع عَنكَ لُطفي و تقديري و آدابي | هُنا صِراعُ القِوى و النَّابُ بالنَّابِ |
دع عَنكَ عقلي فلا عَقلٌ أُحَكِّمُهُ | الخوفُ فَوقي وحَولي زَحفُ إرهابِ |
يا سيدَ الرُعبِ سَوطُ الصمتِ يجلدُني | فكيفَ أغفو على ألحانِ زِريابِ |
لَكَمْ تمنيتُ أنَّ الوردَ نَبتُ يَدي | فأُنشِبَ الشَّوكُ في صدري و أهدابي |
دوَّامةُ الشَرِّ أمْحَت كُلَّ قافيةٍ | مِنَ الغَرامِ و أمْحَت لَونَ أعشابي |
يا سيدَ الرُعبِ هَلْ تدري بما صَنَعَت | دوَّامةُ الشَرِّ في قلبي و أحبابي ؟ |
لَقَد نَفَتني إلى الأدغالِ مُنفَرِداً | بلا صديقٍ بلا قُوتٍ و أثوابِ ! |
فأصبحَ الشَّوكُ ظِلاً أستَظِلُ بهِ | و الخوفُ و الصمتُ و التشريدُ أصحابي |
يا سيدَ الجَهلِ هَلْ لا زِلتَ تسألُني | عَن رِقَّةِ الشِّعرِ عَن شَهدي و أكوابي |
إنّي أُفَتِّشُ عَن صَوتي و قافيتي | بينَ الأفاعيَ ذاتِ السُّمِّ و النابِ |
الشِّعرُ يحرقُ في الأدغالِ رَونَقَهُ | وَ يَلْبَسُ المَوتَ لا أقراطَ كُتَّابِ ! |
و شاعِرُ الوردِ في الأدغالِ تلْبَسُهُ | رُوحُ الطرازانِ في زَهوٍ و إعجابِ ! |
أحلى القصائدِ صَرْخاتٌ مُدوّيَةٌ | تُرَوّعُ الليلَ تُلغي سُلطَةَ الغابِ ! |