مَا بَالُهُ مَا أَصَابَهُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مَا بَالُهُ مَا أَصَابَهُ | مَا سُؤْلُهُ فِي الغَابَهْ |
هَبَّ الغَدَاةَ وَاوَلَى | إِلَى الزَّوَالِ اضْطِرَابَهْ |
تَهْفُو الغُصُونُ إِلَيْهِ | أَوْ تَنْثَنِي تَوَّابَهْ |
آناً يَبِينُ وَآناً | يَخْفَى وَرَاءَ غَيَابَهْ |
أَنَّى تَنَقَّلَ يَمْشِي | فِي زِينَةٍ وَغَرَابَهْ |
مُوَشَّحاً بِشُعَاع | أَوْ مُسْتَقِلاًّ سَحَابَهْ |
أَوْ خَائِضاً بَحْرَ فَيْءٍ | يَشُقُّ شَقّاً عُبَابَهْ |
تَفِرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ | أَهِلَّةٌ لَعَّابَهْ |
أَوْ عَابِراً بِخُطَاهُ | مَجَرَّةً مُنْسَابَهْ |
مِنَ الوُرَيْقَاتِ تَجْرِي | بِهَا الصَّبَا الوَثَّابَهْ |
حَتَّى إذَا الشَّمْسُ مَالَتْ | بَيْنَ الأَسَى وَالدُّعَابَهْ |
تلقِي وَدَاعاً بَهِيجاً | وَالظِّلُّ يُلْقِي كَابَهْ |
أَجْرَتْ عَلَى مَنْكِبَيْه | حُلَى نُضَارٍ مُذَابَهْ |
فَلاحَ كَالطَّيْفِ لَوْلا | هَزُّ النَّسِيمِ ثِيَابَهْ |
مَاذَا تَوَخَّيْتَ يَا مَنْ | أَضْوَى العَنَاءُ إِهَابَهْ |
مِنْ كُلِّ ذَاتِ غِرَاسٍ | وَكُلِّ ذَاتِ عِشَابَهْ |
فَكَانَ مَا رُمْتَ سُؤْلاً | عَزَّتْ إِلَيْهِ الإِجَابَهْ |
أَرَدْتَ فِي الزَّهْرِ بِكْراً | فَتَّانَةً خَلاَّبَهْ |
عَنْ كُلِّ بِنْتٍ رَبِيعٍ | بحُسْنِهَا تَنْتَابَهْ |
بَرَّاقَةٍ عَن ذَكَاءٍ | ضَحَّاكَةٍ عَنْ نَجَابَهْ |
فَوَّاحَةٍ عَنْ خِلالٍ | ذَكِيَّةٍ مُسْتَطَابَهْ |
نَقِيَّةٍ لَمْ تُطَالَعْ | بِأُعْيُن مُرْتَابَهْ |
لِلمُجْتَلِي هِيَ رَوْضٌ | وَلِلشَّجِيِّ صَحَابَهْ |
أُنِيبُهَا فِي وَفَاءٍ | عَنِّي أَعَزَّ إِنَابَهْ |
لَدَى أَمِيرَةِ فَضْلٍ | مَصُونَةٍ وَهَّابَهْ |
بِهَا جَمَالُ وَنُبْلٌ | إِلَى عُلًى وَمَهَابَهْ |
مَقَامُهَا لا يُسَامَى | كَرَامَةً وَحَسَابَهْ |
أَسْدَتْ إِليَّ جَمِيلاً | وَمَا قَضَيْتُ نِصَابَهْ |
فَظَلْت فِي الزَّهْرِ أَبْغِي | تِلْكَ الَّتِي لا تُشَابَهْ |
حَتَّى إذَا طَالَ كَدِّي | وَلَمْ أَفُزْ بِالطِّلابَهْ |
نَظَمْتُهَا مِنْ خَيَالٍ | وَصُغْتُهَا بالكِتَابَهْ |
عَلَّ الهَدِيَّةِ رَسْماً | تُثِيبُ بَعْضَ الإِثَابَهْ |