أرشيف الشعر العربي

أفكرتِ يوماًً ؟

أفكرتِ يوماًً ؟

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
أَليلايَ ، لو تدرين ماذا أكابدُ لهبَّ ضميرٌ في حناياكِ راقدُ
ولاغرورقت عيناكِ بالدمع رحمة ً وإن نضبتْ في محجريك الروافدُ
أحسّ ، وقد ضاع الذي ضاع ، أنني غريقٌ وأنتِ الشاطىء المتباعد
وأني أنادي صخرة لا تجيبني وأسبح ضد الموج ، والموج ماردُ
أفكّرتِ يوماً أيّ حزن ٍيلفّني ومن أيّ جرح تستمدّ ُالقصائد ؟
أعود إلى بيتي فيجهش صمته بوجهي ، وتبكي فيه حتى المقاعدُ
ويسألني عن لهونا و ضجيجنا أ فصلٌ طتواه الدهر، أم هو عائد؟
أليلايَ ، هذا الصمت منكِ يريبني فماذا عساها أن تكون المقاصد ؟
أناديكِ من قلب ٍيحزّ نياطَه من الشك نصلٌ مرهف الحدّ ، بارد
ولي- مثلما تدرين – قلب ٌتدلّه أحاسيسه ، إ ن أعوزته الشواهد
إذا ما احتواني الليل ضاعف وحشتي وأحسستُ فيه ما تحسّ الطرائدُ
و همتُ على وجهي ،تلاحق خطوتي كوابيس أٌقصي ظلّها ... فتعا ود
وأنشد منها في الملذات مهرباًً فأشعر أني في الملذات زاهد
وأني تميد الأرض تحتي ولاأرى لنفسي ملاذاً أ و ذراعاً تسا ند
أسائل نفسي: أيّ معنى لصمتها ؟ فتنثال في ذهني الروئ و المشاهد
وتبدو معاني الصمت،طوراًَ،كثيرة ً ويرجح ، طور ًا ، أنّ معناه واحدُ
فلو لم يكن إلا استياءًً و جفوة لما طال حتى أنكرتني الوسائد
ولكنه صمتٌ مريب تلوح لي أماراتُ غدر ٍٍتحته و مكائد
فهل تخذتني أمنياتكِ معبراً وضعفكِ درعاًً حين تأتي الشدائد
ولم يبقَ من دورٍأؤديه بعدما تصلب عودٌ منكِِ واشتدّ ساعد؟ !
أتنسينني ؟ ما زلتُ غير مصدّق وإن كنت أدري أنّ قلبكِ جاحد
بلى ، كان في أيّامنا ما يشوبها وما دسّ موتورٌ ولفٌق حاسد
لكنني لم أعطكِ العمر كلّّه لأحصد من دنياكِ ما أ نا حاصد

______________

صوفيا - 1970

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (رشيد ياسين) .

صفعة لضمير العالم*

الأسود والأبيض

بابا نويل

من أوراق يوليسس في رحلة الضياع

أفكرتِ يوماًً ؟


مشكاة أسفل ٣