(1 ) |
ضاع في الأسفارعمري |
وأنا أبحث عن عينيك ِمن بحر لبحر |
علّني ألمح في بعض المرافىء |
أو على صخرة شاطىء |
طيفك الساحريكسوه جلال الآلهه |
يسأل الأمواج عني ، عن قلوعي التائهه! |
( 2 ) |
رويدَك ، يا زورقي المغترِبْ |
إلى كم تجوب الخضم اللجِِِِِب ؟ |
شراعكََ يبليه كّر السنين |
ويلطمه الثبج المصطخِب |
وربّانك المجهد الساعدينِِِِِِ يحملق في الأ فٌُُُُُُُُُُُق المكتئب |
لعل فوانيس خلف الدجى |
تبشر با لمرفأ المقترب |
رويدك ! ماذا وراء السرى؟ |
وأين الخلاص الذي نرتقِِب؟ |
أراني ، وقد ضيعتني الدروب ، |
أجد وراء رجاءٍٍ كذِِ ب |
أنادي التي حبها في دمي |
و أبحث عن طيفها المحتجب |
فلا البحر يأتي بما أشتهيه |
ولا هو يقصي الذي أجتنب |
جراحي يؤججها ملحه |
وينآى بيَ الموج عمن أحب |
وهبني قذفت إلى سا حلٍ |
وأرخيت مجدافيَ المضطرب |
فمنذا يرد شبابي السليبَ |
من قبضة الزمن المغتصب؟ |
( 3 ) |
دهر من الأحزان ، من محن تراع لها القلوب! |
دهربأكمله مضى !... |
وشراعيَ البالي يجوب |
زبداًً و أمواجاً ، و "إيثاكا" البعيدة ما تزال |
حلماً يجدّده الخيا ل |
في القلب ، حين يكف عن جَيَشانه البحر الغضوب ! |
ما ان تهادنني الرياحْ |
حتى يلوذَ – كطائر تعِب ٍأمضته الجراح - |
قلبي بدفء الذكريا ت |
فأراكِ مقبلة علي كأنما حجب تزاح |
وكأن أنفاس الربيع يزفها ألََِق الصباح! |
وأرى "تليما ك" الصغيرْ |
يلهو و يجهل ما تخططه الليالي من مصير |
لأبٍ ستأخذه الحروبْ |
ويؤوب كل النا س من سوح القتال...ولايؤوب! |
يا ليتَ أن المرء يعلم ما تخبئه الغيوب!َ |
"بنلوب" ، يا حبي.. |
ملامحك البهيّة ما تزا لْ |
في القلب ماثلة...فهل طمس الأسى ذاك الجمال ؟ |
هل جلّّل الزمن الأُثيمْ |
خصلات شعرك بالرماد؟ |
ومحا النضارةَََ في محيا ك التوجّع و السهادْ |
- مثلي – وأنت تراقبين البحر في حزن كظيم؟! |
- هل تقعدين بلا سمير عند موقدنا القديم ؟ |
- و تسائلين الليل عني : أي تيه ٍفي الوجودْ |
زجت بيَ الأقدار في ظلما تهِ؟....ومتى أعود؟.. |
- أم أن قلبك ملّ طول ترقب ٍمضن ٍ، عقيمْ |
- وخبت مع الأيام جذوة ذلك الحب العظيم ؟ |
- بنلوب..من يدري ؟ لعلّي لن أعود.. |
- أنا موغل في التيه ، و الظلمات ليس لها حدود.. |
لكنني سيّا ن عدت إليكِِ |
أو فغر الجحيْم |
لسفينتي أشداقه ، فهواكِ في قلبي مقيم ! |
( 4 ) |
غاب أصحابك ، يا هذا ، و أبقوك وحيدا |
تصحب الظلمة و الأنواء و البحر العنيدا |
و ترى الأسحارَ و الآًصال تغدو و تروح |
يتوالى الحرّ و البرد...و لا شيْ يلوح |
غيرَ وحشٍٍ ٍٍأزرق السحنة يمتدّ رهيبا! |
و رياح تملأ الدنيا دويّاًً و نحيبا... |
و حشودًٍ من جبال الموج يأ تين سراعا |
و قلوع واهياتٍ تتداعى! |
كلّ أصحابك غابوا! |
عبروا بوابة الموت تباعا... |
ختموا رحلة صبر وعذاب ! |
بعضهم ماتوا جياعا |
بعضهم أمسى طعاماًًًً لكلاب البحر |
و البعض تمادى في الشراب |
علّه ينسى ليالي الرعب و العمر المضاعا ! |
بعضهم لم يثنه التحذير |
بل أغراه رجع الأغنيا تْ |
عندما حاذى بنا المركب أرض الساحراتْْ |
فارتمى ، من حمقه ، في لجّة اليمّ...وما ت! |
و غداً دورك آ ت.. |
فإله البحريقفو ، حيثما تمضي ، خطا كْ ! |
لم يعد للوحش ما يبغيه من صيدٍ سواك ! |
وسيغتالك يوماً مأ ، فقد خارت قواك... |
لم تعد تقوى على الإمساك بالدفةِِِ |
في الريح يداك ! |
أيها المبحر كالأعمى و قد ضلّ سبيله |
لا تخفف جزع الروح بأوهام جميله |
لن تمسّ الشاطئ المأمول يوماً قدماكْ ! |
_______________ |
* يوليسس (أو أوذيسيوس ، كما يسميه اليونانيون) |
هو ملك جزيرة "إيثاكا" وأحد أبطال حرب طروادة الشهيرة |