الزائر الغريب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أيها الطائر الذي ساقه الليل | إلى منزلي كسير الجناح |
طمستْ دربه الدياجي ، وأدمت | جسمه الغضّ قاسيات الرياح |
أيّ شيء أعطيك ، والهم قوتي | وبماذا أرويك ، والدمع راحي؟ |
لمَ آ ثرتَ بالزيارة بيتاً | موحش الصمت ، واهن المصباح |
هل تناهى إليك أني غريب | ليس لي صاحب سوى الأشباح |
فتقصدتني تشاركني أحزا ن | قلبي حتى انبثاق الصباح ؟ |
* * * | |
ما تعودّتُ أن أزارَ ، فعذراً | إ ن بدا في ضيافتي تقصيرُُ |
جئت من غير موعدٍِِ، والدياجي | حالكات ، والجوّ قاس ٍ، مطير |
إنّ في موقدي بقيّة نار ٍ | فاقترب منه ، أيّّها المقرور |
لمَ تخشى الدنوّ مني ؟ أتوحي | قسماتي بأنني شرّيرُ؟ |
يا صديقي المسكين ، ما أنا إلا | شاعر ، قلبه كبير ، كبيرُ |
يعتريه الأسى لمرآى ضعيف ٍ | يتشكى ، أ و خائف يستجير |
إ ن يكن رابك انقباضي،فطبعي | ليس وعراً ، لكنّ عيشي مرير |
كيف يبدي بشاشة و سروراً | من جفاه مدى الحياة السرور؟ |
أدنُ مني فليس خبثاً و شراًً | كلّ ما تنطوي عليه الصدورُ |
إنما الناس كالطيور فبعضٌ | قبّرات ، والبعض منهم صقور |
يا صديقي ، أنا و أ نت شبيهان | ، كلانا مجرّح ، مقهور |
وكلانا يشتاق وكر أمانيه | ، ولكنْ جناحُه مكسورُ |
كن سميري ، فإنّ ليل الحزانى | لطويل إ ن عزّ فيه السميرُ |
____________ | |
القرنة - 1949 |