رماد شهاب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أعيدي إلى سمعي حديث شبابي | وردي إلى قلبي لذيذَ رغابي |
وطوفي بإحساسي على نبعِ صبوة | وفردوسِ حبِّ كالخضم عبابِ |
هوى أخضر الآمال ريان بالمنى | رقيق الحواشي من جوىً وعتاب |
تدفقَ في نفسي ورفّتْ زهوره | وفاح شذاه في دمي وإهابي |
نعمتُ به عهد الصبا والصبا رؤى | كرنةٍ أوتار وعزفِ ربابِ |
مضى والصدى باق تلوح طيوفه | كلمع المعاني في سطور كتابِ |
أعيدي فدتك النفس ذكرى صبابةٍ | وأحلامِ وجدٍ كالرحيق عِذابِ |
وقولي فإن النفس عطشى إلى فمٍ | يحدثني عن سحرها وعذابي |
عن السهد في ليلي عن النار في دمي | عن البدر يحصي جيئتي وذهابي |
عن الوعد لم يصدق عن السعد لم يرق | عن الكأس لم تطفح بغير سرابِ |
عن الشوق ظمآناً عن الهجر ناعماً | عن الليل جهماً والنجوم كَوَابِ |
عن الدلّ رياناً عن السحر فاتناً | عن اللفظ حلواً واللحاظ سوابِ |
رؤى كان من عهدي عليها ومن يدي | مواثيق أيام مضت كسحابِ |
طواها الأسى واليأس حتى كأنها | بقايا حطام من رماد شهابِ |
فمالك يا نفسي تعيدين ذكرها | وتورين من جمر الحنين خوابي |