خواطر لاجئ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لي فيك يا عيد ما للسيل في الوادي | أسى يفجر أغواري وأنجادي |
تنداح ملء فؤادي من غواربه | سحائب ذات إبراق وإرعاد |
وأنت يا عيد لا تشفي لظى ألم | ولا تبل الصدى من غلة الصادي |
أسرى وأمعن في المسرى ولا قبس | يلوح في جوك الداجي ولا هاد |
وأركب القمم الكأداء معتسفاً | وأعبر الصعب لا يحدو به الحادي |
حيران في عالم حيران ليس له | وجه وضيء المحيا أو فمٌ شادِ |
مشرد من حمى قومي بلا وطن | آوى إليه ولا بيت ولا نادِ |
في خيمة في العراء المرت قائمة | أَضُمُّ في ظلها أهلي وأولادي |
أجتر فيها الأماني وهي كاذبة | وأمضغ البؤس في مائي وفي زادي |
صادٍ وبين يديّ النبع مندفقٌ | ينساب ما بين آكام وأطواد |
تشابهت فيك أيامي وملء يدي | عشرون عاماً أساها رائح غادِ |
وأنت يا عيد ماذا أنت غير لظى | ما بين جنبي وشوك ملء أبرادي |
أمسي وأصبح لا ليلي بذي قمر | أرنو إليه ولا يومي برعادِ |
تهيج لي فيك ذكرى يستطير لها | قلبي وتهتز أحشائي وأعضادي |
أيام أستقبل الأعياد في بلدي | أرض النبيين من قومي وأجدادي |
في (القدس) والقدس مهوى كل جانحة | مني ومجلى أحاسيسي وأمجادي |
ميلاد (عيسى) ومسرى (أحمد) وهدى | (موسى) ومجمع خطابي ومقدادي |
ثرى تود الذراري أنها قمم | فيه وترجو الثريا أنها وادي |
أضحى لنسل الأفاعي مجحراً وغدا | مباءة لصهايين وأوغاد |
يأبي الإله ويأبى كل معتصم | بالله من كل ركاع وسجادِ |
غداً يقود الهدى قومي لغايتهم | وتشرق الشمس من خلف الدجى البادي |
وتستعيد الروابي الخضر خافقة | أعلا منا بين أعراس وأعياد |