غَلَبَ المَوْتُ فَالْحَيَاةُ ثَكُولُ
مدة
قراءة القصيدة :
7 دقائق
.
غَلَبَ المَوْتُ فَالْحَيَاةُ ثَكُولُ | مَا خَلاَ مِنْكَ قَلْبُهَا المَشْغُولُ |
فِي الْعُبَابِ الْعرِيضِ مِنْهَا خُفُوقٌ | مَوْجُهُ آخِرَ المَدَى يَسْتَطِيلُ |
وَإِلَى الضَّعْفِ قُوَّةُ الْبَأْسِ آلَتْ | بَعْدَ أَنْ نَاصَرَتْهُ فَهْيَ خَذُولُ |
سَادَ فِي مَوْضِعِ الحَرَاكِ سُكونٌ | عَادَ فِيهِ بِالخَيْبَةِ التَّأْمِيلُ |
وَتَوَارَتْ فِي الْغَيْبِ زُهْرُ المَعَالِي | وَتَدَاعَى التَّشْيِيدُ وَالتَّأْثيلُ |
أَسَفاً أَنْ يَبِيتَ مُغْتَمَداً فِي الترْ | بِ سَيْفُ العَزِيمَةِ المَسْلولُ |
وَإِذَا مَا قَضَى هُمَامٌ وَإِنْ طَا | لَتْ سِنُوهُ فَفِي الرَّدَى تَعْجِيلُ |
مِصْرُ تَبْكِيكَ وَالشَّآمُ جَزُوعٌ | لَيْسَ بِدْعاً مَا الرَّاحِلُونَ شُكُولُ |
بَيْنَ مَيْتَيْنِ مِنْ أُولِي الْيُسْرِ | قَدْ يَبْلُغُ أَقْصَى غَايَاتِهِ التَّفْضِيلُ |
ذَاكَ يَمْضِي وَلاَ يُحَيَّى وَهَذَا | لَيْسَ يَكْفِي مُؤَبِّنِيهِ العَوِيلُ |
أَعَجِيبٌ وَأَنْتَ نَادِرَةُ القَطْرَيْنِ | أَنَّ النفُوسَ حُزْناً تَسِيلُ |
هُوَ أَمْرٌ لِمَنْ بَكَى فِيهِ عُذْرٌ | إِنَّمَا الصَّبْرُ فِي سِوَاهُ جَمِيلُ |
ضَرَبَ الضَّربَةَ الَّتِي هَوَّنَتْ | كُلَّ شَكَاةٍ وَأَخْرَسَتْ مَنْ يَقُولُ |
فَلْيَدرْ فِي مَدَارِهِ الفِكْرُ حَيْرَا | نَ وَيجْمدْ بِالنَّاظِرينَ الذُّهولُ |
أَي نَوْحٍ يَفِي بِحَقِّ امْرِيءٍ كَا | نَ عَلَيْهِ لأُمَّةٍ تَعْوِيلُ |
أَرَأَيْتُمْ سَيْرَ السَّرَاةِ بِتَابو | تٍ عَلَيْهِ عَمِيدُهمْ مَحْمولُ |
وَاحْتِمَالِ الْعفَاةِ نَعْشَ أَبِيهِمْ | موشِكاً أَنْ يَسْعَى بِهِ التَّقْبِيلُ |
مَا دَهَى المَحْمَدَاتِ يَوْمَ ثَوَى | بِالْقَاعِ ذَاكَ المُيَمَّمُ المَسْؤُولُ |
أَصْبَحَ الثَّغْرُ فِيهِ بَعْدَ ابْتِسَامٍ | وَهْوَ قَلْبٌ إِلى الأَسَىَ مَوْكولُ |
وَجَرَى النِّيلُ لاَ يُحَارِيهِ بَعْدَ | اليَوْمِ فِي فَيْضِهِ أَخُوهُ النَّيلُ |
يَا سَمِيِّي وَهَكَذَا كُنْتَ تَدْعُو | نِي وَأَدْعُوكَ وَالْكَرِيمُ وَصولُ |
كُلُّ وُدٍ يَدُولُ لَكِنَّ وُدِّي | لَكَ مَا دُمْتُ ثَابِتٌ لاَ يَدُولُ |
أَنَا مَنْ إِنْ دَعَتْ إِليْكَ حُقُوقٌ | مَا تَوَانَى وَإِنَّهُ لَعَلِيلُ |
وَقَد وَفَدْنَا وَهَؤُلاَءِ هُمُ الصَّحْبُ | وَهَذَا النَّادِي فَايْنَ خَلِيلُ |
أَيْنَ تِلْكَ الشَّمَائِلُ البَارِعاتُ الظْرفِ | أَيْنَ الحَدِيثُ وَهْوَ الشَّمُولُ |
أَيْنَ تِلْكَ الأْلطَافُ وَالشِّيَمُ الحُسْنَى | جَلَتْهَا وَسَلْسَلَتْهَا الأُصُولُ |
أَيْنَ ذَاكَ البَهَاءُ وَالطَّلْعَةُ الْغَرَّا | ءُ وَالرَّوْنَقُ الَّذِي لاَ يَحُولُ |
أَيْنَ مَنْ فِي أَسِرَّةِ الوَجْهِ مِنْهُ | لِمَعَانِي فُؤَادِهِ تَمْثِيلُ |
يَلْبسُ اللِّبْسَةَ البَدِيعَةَ لاَ | يخْتَالُ أَمَّا مَكَانَها فَيْخِيلُ |
زَاهِياً عِزَّةً وَفِي الحقِّ أَنْ يَعْتَزَّ | مَنْ تَقْصُرُ الوَرَى وَيطُولُ |
مَالَتِ السِّنُّ بِاللِّدَاتِ وَما كَا | نَ سِوَى السَّمْهَرِيِّ حِين يَمِيلُ |
صَارَ شَيْخا وَفِي العُيُونِ فَتًى | غَضٌّ يُرَى بِالظُّنُونِ فِيهِ ذُبُولُ |
طَالَ عَدُّ السِّنِينَ لَكِنَّهُ ظَلَّ | وَمَا فِي حَالٍ لَهُ تَبْدِيلُ |
عَزْمُهُ عَزْمُهُ فَإِزْماعُهُ الإِنْفَاذُ | وَالبَدْءُ بِالمَسِيرِ الوُصُولُ |
كُلَّ يَوْمٍ لَهُ يُجَددُ سُولٌ | فِي المَعَالِي وَلاَ يُخَيَّبُ سُولُ |
يَبْلُغُ القَصْدَ بِالمُحَاوَلَةِ المُثْلَى | وَمِنْ دُونِهِ صِعَابٌ تَحُولُ |
يَجِدُ الحَلَّ فِي المَعاضِلِ مَيْسُو | راً وقَدْ أَعْيَتِ الثِّقَاتِ الحُلُولُ |
كَمْ لَهُ فِي النِّضَالِ وَقْفَةُ لَيْثٍ | بَاءَ مِنْهَا وخَضْمُهُ مَنْضُولُ |
يَومُهَا يوْمُهَا وَلِلسَّعْدِ فِيهِ | غُرَرٌ ذَاتُ رَوْعَةٍ وَحُجُولُ |
وَعَنِ البِرِّ مِنْ خَلِيلٍ فَحَدِّثْ | يَوْمَ لاَ يَعْرِفُ الخَلِيلَ الخَلِيلُ |
وَعَنِ الرِّفْقِ بِالحَرِيبِ وَعَنْ عَوْ | لِ اليَتِيمِ الغَرِيبِ فِيمَنْ يَعُولُ |
وَعَنِ الدَّأْبِ فِي مُوَاطِنِهِ حَتَّى | لَيغْدُو فِي المُمْكِنِ المُسْتَحِيلُ |
تِلكَ آياتُ فَضْلِهِ إِذْ لَهُ | التَّقْدِيمُ بَيْنَ الرِّجَالِ وَالتَّبْجِيلُ |
وَالوَجَاهَاتُ لاَ تَكُونُ وَجَاهَا | تٍ صِحَاحاً حَتَّى يَقُومَ الدَّلِيلُ |
هَلْ سِجِلٌّ لِلْفَخْرِ إِلاَّ وَفِيهِ | لاسْمِهِ فِي افْتِتَاحِهِ تَسْجِيلُ |
منَحَتهُ المُلُوكُ أَلقَابَهَا | العُلْيَا وَفِي قَدْرِهِ لَهَا تَأْهِيلُ |
مِنَحٌ كُرِّرَتْ فَسَرَّتْ كَمَا كُرِّ | رَ فِي المَسْمَعِ النَّشِيدُ الجَمِيلُ |
أَيُّ مَجْدٍ لِمِثْلِهِ فَوْقَ هَذَا | بَيْنَ قَوْمٍ كَقَوْمِهِ مَأْمُولُ |
أَدْرَكَ المُنْتَهَى وَمَنْزِلَتَاهُ | شَرَفٌ بَاذِخٌ وَجَاهٌ أَثِيلُ |
مَادِدِ الأُفْقَ أَيهَا البَحْرُ وَاسْطَعْ | أَيُّهَا البَدْرُ وَاسْتَفِضْ يَا نِيلُ |
وَاعْتَزِزْ أَيَّهَا الغَمَامُ المُعَلَّى | وَاهْتَزِزْ أَيُّهَا الحُسَامُ الصَّقيلُ |
كُلُّ شَيءٍ يُزْهى بِآيَاتِهِ الحُسْنَى | فَكَيفَ المُخَيَّرُ المَسؤُولُ |
طَرَبٌ أَنَّكَ الهُمَامُ المُرَجَّى | نَشْوَةٌ أَنَّكَ القَؤولَ الفَعُولُ |
بَعْضُ هَذَا وَلاِبْنِ آدَمَ أَنْ يَغْتَرَّ | مَا الشَّأْنُ وَهْو هَذَا ضَئِيلُ |
لَكِنِ النْفسُ آثَرَتْ لَكَ أُنْساً | فِي السَّجَايَا لَهَا بِهِ تَكْمِيلُ |
فَتَوَاضَعْ للهِ شُكْراً عَلَى أَنَّكَ | فَرْدٌ فِي الجِيلِ يَفْدِيهِ جِيلُ |
وَعَلَى أَنَّ جَوهَرَ الأُنْسِ لَمَّا | حَلَّ فِي الإِنْسِ كَانَ فِيكَ الحُلُولُ |
كُلُّ دِينٍ قِوَامُهُ بِرَسُولٍ | وَلِكُلٍ مِنَ السَّجَايَا رَسُولُ |
أَنْتَ أَنْتَ النَّبِيلُ لاَ يَدَّعِي مَا | لَيْسَ فِيهِ مَا كُلُّ مُثْرٍ نَيِبلُ |
أَنْتَ فِي كُلِّ حَلْبَةٍ صَاحِبُ السَّبْقِ | وَقَدْ تَعْرِفُ الكُمَاةَ الخُبُولُ |
فِي مَدَى جُودِكَ الصَّوَافِنُ تَجْرِي | وَثَنَاءٌ عَلَيْكَ مِنْهَا الصَّهِيلُ |
إِنَّ فِي صَهْوَةِ الجِيَادِ لَعِزّاً | صَائِناً لِلنُّفُوسِ مِمَّا يُذِيلُ |
مَنْصِبٌ حُفَّ بِالمَخَاطِرِ لَكِنْ | قَلَّمَا مُسْتَقِلُّهُ يَسْتَقِيلُ |
هَاضَ عَظْمِي وَمَا تَرِحْتُ عَلَى العِلاَّ | تِ مُنْذُ الصِّبَا إِلَيْهِ أَمِيلُ |
يَا أَخَاً الرَّأْيِ لاَ يَطِيشُ إِذَا طَا | شَ لِحِرْصٍ فِي النَّفْسِ رَأْيٌ أَصِيلُ |
مَا اتْخَذْتَ الثَّرَاءَ إِلاَّ سَبِيلاً | لِدِرَاكِ العُلَى وَنِعْمَ السَّبِيلُ |
لاَ كَرَهْطٍ فِي زَعْمِهِمْ أَنَّ أَسْمَى | غَايَةٍ لِلْفَتَى هيَ التَّموِيلُ |
لُعِن المالُ أَوْ يُكَفِّرَ عَنْهُ | سَبْبُ مَنْ يقْتَنِيهِ وَالتَّنْويِلُ |
كَيْف بِالثْرْوةِ ابتَنَاها لِرهطٍ | شُحُّهُم والخِدَاعُ والتَّطْفِيلُ |
نَكبةُ الشَّرْقِ مُحْدِثونَ حَقِيقو | نَ بِأَنْ تَرجَح الدّبى وَيَشِيلُو |
كُل جَمْعٍ مِنْهُمُ فِدى وَاحِدٍ | يَنْفَعُ وَالفَضْلُ أَيْنَ مِنْهُ الفُضُولُ |
لَيْتَ قَومِي لَهُمْ قلُوبٌ جرِيئَا | تٌ عَلَى ما تَدْعُو إِلَيهِ العُقُولُ |
لَمْ يكُونُوا إِذَنْ وَأَسقَطهُمْ أَرْ | فَعُهمْ وَالسمُوُّ فِيهِم سُفولُ |
وَغَرِيبُ الأَلقَابِ فِيهِم كَثِيرٌ | وَرحِيبُ الجَنَابِ فِيهِم قَلِيلُ |
وَالأجَلُّ الأجَلُّ مِنْهُم زَرِيٌّ | وَالأعَزُّ الأعزُّ مِنهُم ذَلِيلُ |
قَد مَضَى لاَ أَعادَهُ اللهُ عصْرٌ | عُبِدَت فِيهِ لِلنُّضَّارِ العُجُولُ |
خصَّ بِالقَدْرِ صَاحِبُ الوَفْرِ حَتَّى | وَهْوَ لِلصْخْرِ بِالجَفَاف مَثيلُ |
أَخَذَ النَّاسُ بِالتَّيَقُّظِ لِلوَا | جِبِ فَلْيَتَّعِظْ وَيصْحُ الغَفُولُ |
تَقْتَضِي الثَّرْوَةُ الزَّكَاةَ فَمَنْ جَا | دَ فَرَأْسٌ وَالمُمْسِكُونَ ذُيُولُ |
بَطَلَ الزورُ فَالغَبِيُّ غَبِيٌّ | رَغْمَ نَقْدَيهِ وَالجَهُولُ جَهُولُ |
وَاخْتِلاَسُ التَّبْجِيلِ فِي غَيْرِ شَيءٍ | عَادَ ذَنْباً لَهٍ عِقَابٌ ثَقِيلُ |
إِنَّ مَن أَفْسَدَ النِّظَامَ وَمَنْ ها | جَ عَلَيْهِ الطَّغَامَ لَهُوَ البَخِيلُ |
وَأَحطُّ الشُّعُوبِ ذَاكَ الَّذِي | يُعْذَرُ فِيهِ المُقَتِّرُ المَرْذُولُ |
قِيلَ خَيَّاطُ يَبْتَغِي الحَمْدَ أَجْراً | آفَةُ المَأْثُرَاتِ هَذَا القِيلُ |
كلُّ نَوْعٍ مِنَ العَطَاءِ لَهُ حُسْنٌ | وَخَيْرٌ أَلاَّ يُذَاعَ الجَميلُ |
لَكِنِ الشُّكْرُ وَاجِبٌ وَفَسَادٌ | فِي مَعَانِيهِ ذَلِكَ التَّأوِيلُ |
أَوَ مَا صَحَّ أَنْ فِي كُلِّ عَصرٍ | أَنْذَرَ النَّاسِ مُحْسِنٌ مَجْهُولُ |
سُدَّ مَا اسطَعْتَ مِنْ مَفَاقِرَ وامْنَعْ | عِرْضَ حُرٍّ سِتَارُهُ مَسْدُولُ |
وأْسُ جُرْحِ المِسْكِينِ وَامْسَحْ قَذَاهُ | أَنَا بِالحَمْدِ مَا اشْتَهَيْتَ كَفِيلُ |
قَدْ تَقَاضَى اللهُ الثْنَاءَ مِنَ | العَبْدِ فَمَاذَا يَقُولُ فِيهِ العَذُولُ |
وَلِمَاذَا نَفْخ المَلاَئِكِ فِي الصُّو | رِ وَفِيمَ التَّسْبِيحُ وَالتَّرْتِيلُ |
أَتُرَى كَانَ خَالِقُ الخَلْقِ مِمَّنْ | يَسْتَخِفُّ التَّزْمِيرُ وَالتَّطْبِيلُ |
سُنَّةُ سنَّهَا يُرِيدُ هُدَى الخَلْقِ | بِهَا وَاخْتِلاقُهَا تَضلِيلُ |
عُدْ إِلى اللهِ يَا خَلِيلُ فَمَا | يَنْتَقِصُ الشُّكْرَ عِنْدَه تَعْلِيلُ |
قَدْ تَبَدَّلَتَ بِالفَنَاءِ خُلُوداً | فِي نَعِيمٍ وَحُبَّ ذَاكَ البَدِيلُ |
فَعَزَاءً يَا أُمَّةً غَابَ عَنْهَا | وَجْهُهَا السَّمْحُ وَالرَّئِيسُ الجَلِيلُ |
وَعَزَاءً يَا خَيْرَ زَوْجٍ شَجَاهَا | بَاقِيَ العُمْرِ أَنْ يَبِينَ الخَلِيلُ |
وَعَزَاءً يَا فَاقِدَيْ خَيْرَ صِنْوٍ | لَكُمَا بَعْدَهُ البَقَاءُ الطَّوِيلُ |
وَعَزَاءً يَا صَحْبَهُ فِي أَخٍ قَدَّ | مْتُمُوهُ وَكَانَ نَعْمَ الزَّمِيلُ |
وعَلَيْكَ السَّلاَمُ فِي الرَّمْسِ وَالرَّ | حْمَةُ يَهْمِي بِهَا سَحَابٌ هَطِولُ |
لَوْ تَدُومْ الأحْيَاءُ مِنْ أَجْلِ فَضْلٍ | دُمْتَ لَكِنْ كُلُّ حَيٍّ يَزُولُ |