أَتَحْفِزُنَا فِعَالُكَ أَنْ نقُولاَ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أَتَحْفِزُنَا فِعَالُكَ أَنْ نقُولاَ | وَيُعْجِزُنَا مَجَالُكَ أَنْ نَجُولاَ |
أَحَبَّ الحَمْدِ مَا الإِجْمَاعُ زَكَّى | وَشَارَكَتِ القُلُوبُ بِهِ العُقُولاً |
سَعَى طُلاَّبُهُ وَالسُّبْلُ شتَّى | إِلَيْهِ فَكُنْتَ أَهْدَاهُمْ سَبِيلاَ |
إِذَا مَا كُنْتَ مُقْتَحِماً حَسُوداً | وَكُنْتَ تُحَاوِلُ الأَمْرَ الجّلِيلاَ |
فَأَقْدِمْ ثُمَّ أَقْدِمْ ثُمَّ أَقْدِمْ | وَإِلاَّ لَمْ تَنَلْ فِي المَجْدِ سَولاَ |
لَعَمْرَكَ أَنَّ أَبْوَابَ المَعَالِي | مُفَتَّحَةٌ لِمَنْ يَبْغِي الدُّخُولاَ |
وَلَكِنَّ الثَّنَايَا فَارِعَاتٌ | فَمَنْ لَمْ يَرْقِهَا حُرِمَ الوُصُولاَ |
نَوَاحِيهَا عِدَادٌ وَالمَسَاعِي | مُبَلَّغَةٌ وَإِنْ كَثُرَتْ شُكُولاَ |
بِالاسْتِحْقَاقِ عِلْماً وَافْتِنَاناً | وَبِالأَخْلاَقِ تَغْضِبُهَا حُلُولاَ |
وَمَا مِنْ شَقَّةٍ فِيهَا حِزَامٌ | وَلاَ جِيلٌ هُنَاكَ يَذُودُ جِيلاَ |
نِقُولاَ فِي الطَّلِيعَةِ مِنْ رِجَالٍ | بِحَيْثُ نَشَدْتَهُمْ كَانُوا قَلِيلاَ |
فَتًى عَرَكَ الحَوَادِثَ لاَ جَزُوعاً | إِذَا اشْتَدَّتْ وَلاَ بَرماً مَلُولاَ |
وَأَسْرَعُ مُنْجِدٍ إِنْ جَدَّ جَدٌّ | يُقِيلُ مِنَ العِثَارِ المُسْتَقِيلا |
مَصُونُ العِرْضِ مَبْذُولٌ نَدَاهُ | أَبِيٌّ أَنْ يُذَالَ وَأَنْ يَذِيلاَ |
عَلاَ بَيْنَ الرِّجَالِ فَمَا تَعَالَى | وَلَمْ يَتَنَكَّبِ الرَّأْيَ الأَصِيلاَ |
وَهَلْ يَخْتَالُ فِي الدُّنْيَا حَصِيفٌ | وَلَيْسَ يِبَالِغِ الآجَالِ طُولاَ |
بَلَتْ أَوْطَانُهُ مِنْهُ هُمَاماً | وَفِيَّ العَهْدِ مِسْمَاحاً نَبِيلاَ |
يُدِيرُ شُؤُونَهُ عِلْماً وَخَبْراً | بِمَا يَثْني حَزُونَتَهَا سُهُولا |
بِأَيِّ عَزِيمَةٍ وَبِأَيِّ حَزْمٍ | عَزِيزٌ أَنْ نَرَى لَهُمَا مَثِيلاَ |
أَقَامَ صِنَاعَةً فِي مِصْرَ آتَتْ | بِحُسْنِ بَلاَئِهِ النَّفْعَ الجَّزِيَلا |
يَزِيدُ بِهَا مَوَارِدَهَا وَيَكْفِي | أُنَاساً قَبْلَهُ عُدِمُوا الكَفِيلاَ |
وَأَنْبتَ خَيْرَ إِنْبَاتٍ فرُوعاً | تُزَكِّيهِ كَمَا زَكَّى الأُصُولاَ |
مِن النِّشءِ الَّذِي عَنْ نَبْعَتِيهِ | يُجَدِّدُ لِلْحِمَى فَخْراً أَثِيلاَ |
فَلاَ تَلْقَى بِهِ خَلَقاً هَزِيلاً | وَلاَ تَلْقَى بِهِ خُلُقاً هَزِيلاَ |
وَمَاذَا يَنْفَعُ الأَوْطَانَ نِشْءٌ | إِذَا مَا كَانَ مُعْتَلاًّ جَهُولاَ |
بَنُوكَ وَدَائِعُ اللهِ الغَوَالِي | تُسَرُّ وَإِنْ تَكُنْ عِبئاً ثَقِيلاَ |
تَعهَّدْهَا تَكُنْ فِي خَيْرِ مَعْنّى | لِحَبْلِ الخَيْرِ فِي الدنْيَا وُصُولاَ |
أَخِي لاَ بِدْعَ أَنَّكَ حَيْثُ تُلْقَى | تُلاَقِي عَطْفَ قَوْمِكَ وَالقُبُولاَ |
وَمَنْ يَهْوَى كَذِي وَجْهٍ جَمِيلٍ | جَلاَ إِشْرَاقُهُ طَبْعاً جَمِيلاَ |
وَذِي شِيَمٍ وَآدَابٍ كَأَشْفَى | وَأَصْفَى مَا رَشَفْتُ السَّلْسَبِيلاَ |
لَقَدْ أَتْجَرْتَ مُجْتَهِداً أَمِيناً | وَكَانَ الصِّدْقُ بِالعُقْبَى كَفِيلا |
فَأدْرَكْتَ النَّجَاحَ وَكَانَ حَقّاً | وَعَادَ الصَّعْبُ مَرْكَبُهُ ذَلُولاَ |
وَضَاعَفْتَ الزَّكَاةَ فَزِيدَ وَفْرا | ثَرَاءً مِنْهُ أَنْفَقْتَ الفُضُولاَ |
بِحَسْبِكَ مَا جَنَيْتَ الحَسْبَ مِنْهُ | مُعِيناً أَوْ مُغِيثاً أَوْ مُنِيرا |
فَلَسْتَ بِسَامِعٍ إِلاَّ ثَنَاءً | وَلَسْتَ بِوَاجِدٍ إِلاَّ خَلِيلاَ |
حَييْتَ الدَّهْرَ نَجْمُكَ فِي صُعُودٍ | وَلاَ رَأَتِ العُيُونُ لَهُ أُفُولاَ |