مَا لِجرْحٍ جُرِحْتُهُ مِنْ ضِمَاد
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مَا لِجرْحٍ جُرِحْتُهُ مِنْ ضِمَاد | نَفَذَ السَّهْمُ فِي صَمِيمِ فؤادِي |
رَحْمَةً يَا زِمَانُ أَيْنَ أَمِيرِي | وَنَصِيرِي بَعْدَ الحَبِيبِ الغَادِي |
يَا لَيَالِيَّ يَوْمَ أَمْسَى عَلِيلاً | قَدْ كَسَوْتُنَّ بِالسَّوَادِ سَوَادِي |
بَاتَ مِنْ دَائِهِ حَلِيفَ سُهَادٍ | وَأَنَا مِنْ جَوىً حَلِيفُ سُهَادِ |
ثُمَّ كَانَ الفِرَاقُ مَا مِنْ رَجَاءٍ | بَعْدَهُ لِلِّقَاءٍ قَبْلَ المَعادِ |
أَيْنَ أُنْسِي إِذا افْتَقَدْتُ أَنِيساً | آه مِنْ وَحْشَتِي وَطُولِ افْتِقَادي |
جَاءَ شَجْوِي مِنْ حَيْثُ كَانَ سُرُورِي | كَيْفَ بُدِّلْتُ قُرْبَهُ بِبِعَادِ |
إِنْ تَقَضَّى طِيبُ الحَيَاةِ فَمَا مَعْ | نَى حَيَاةٍ قَدْ أَقْفَرَتْ مِنْ مُرَادِ |
كَيْفَ أَرْثِيهِ وَالحِجَى أَطْفَاتْهُ | غَشْيَةُ الحُزْنِ وَالحَشَى فِي اتِّقَادِ |
لَوْ تُحَوَّلُ الدُّمُوعُ شِعْراً لَمَا جَا | رَى قَوَافِيَّ فِيهِ صَوْبُ العِهَادِ |
يَا بَقَايَا مِنْ هِمَّةٍ تَتَلاشَى | لاَ تَضَنِّي عَلَيَّ بِالإِسْعَادِ |
كَانَ بِالجَاهِ وَالعُلَى جُورْجُ لُطْفُ اللَّ | هِ فَرْداً مِنْ أَبْرَزِ الأَفْرَادِ |
كَانَ عَيْنَ الأَعْيَانِ فِي كُلِّ حَفْلٍ | كَانَ زَيْنَ الفِتْيَانِ فِي كُلِّ نَادِ |
عَالِيَ الرَّأْسِ عَالِيَ النَّفْسِ نَهَّا | ضاً قَوِيَّ الأّخْلاَقِ وَالأَعْضَادِ |
وَافِرَ الحَزْمِ وَافِيَ العَزْمِ فِي إِصْ | دَارِهِ حِكْمَةٌ وَفِي الإِيرَادِ |
يَطْلُبُ المَطْلَبَ البَعِيدَ وَلاَ يَثْ | نِيهِ عَنْهُ سَفَاسِفُ الحُسَّادِ |
لاَ تَرَاهُ إِلاَّ بَشُوشاً وَلاَ تَسْ | مَعُ قَوْلاً يَنِمُّ عَنْ أَحْفَادِ |
وَعَلَى النِّعْمَة الَّتِي هُوَ فِيهَا | لَمْ تَطِبْ نَفْسُهُ بِغَيْرِ الجِهَادِ |
مَا عَلَى الحُرِّ أَنْ يَكُونَ طَمُوحاً | تَصْدَأُ البَاتِرَاتُ فِي الأَغْمَادِ |
كُلُّ شَأْنٍ مِمَّا تَوَلاَّهُ كَا | نَ الفَوْزُ مِنْ غِبِّهِ عَلَى مِيعَادِ |
لَمْ يُنَافِسْهُ فِي الوَجَاهَةِ مَمْدُو | دُ طِرَافٍ وَلاَ كَثِيرُ رَمادِ |
فِي سَبِيلِ الحِمَى وَفِي سُبُلِ البِرِّ | مَسَاعٍ لاَ تَنْقَضِي وَأَيَادِ |
صَرْحُهُ مُلْتَقَى الأَعَاظِمِ مِنْ عُرْ | بٍ وَعُجْمٍ وَكَعْبَةُ القُصَّادِ |
هَلْ يُضَاهِيهِ بِالمَفَاخِرِ بَيْتٌ | فِي بُيُوتِ السَّرَاة وَالأَجْوَادِ |
هُوَ مِرْآةُ أَهْلِهِ وَهُمُ بِالنُّ | بْلِ وَالفَضلِ فَاقِدُو الأَنْدَادِ |
وَبِحَقٍّ مَا أَحْرَزُوهُ جَمِيعاً | بَيْنَنَا مِنْ تَجِلَّةٍ وَوِدَادِ |
خَطْبُ هَذَا الهُمَامِ خَطْبٌ عَمِيمٌ | عَظَّمَ اللهُ فِيه أَجْرِ البِلادِ |
عَظَّمَ اللهُ فِيه أَجْرَ كِرَامٍ | رُزِئُوهُ مِنْ آلِهِ الأَمْجَادِ |
هُمْ عَزَاءٌ وَمَا سِوَاهُم عَزَاءٌ | عَنْهُ يَأْسُو جَريحَةَ الأَكْبَادِ |