لَمْ تُغْنِ مِنْكَ شَمَائِلُ وَفَضَائِلُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
لَمْ تُغْنِ مِنْكَ شَمَائِلُ وَفَضَائِلُ | وَاسْمٌ بِهِ عُوِّذْتَ يَا تَوْفِيقُ |
بَلْ شَاءَ رَبُّكَ أَنْ تَفُوزَ بِقُرْبِهِ | عَجِلاً وَأَخْطَأ قَوْمَكَ التَّوْفِيقُ |
هَلْ كَانَتِ الدُّنْيَا مَقَاماً صَالِحاً | لِيُطِيلَ فِيهِ مَكْثَهُ الصِّدِّيقُ |
فَادْخُلْ جِنَانَ الخُلْدِ وَامْرَحْ نَاجِياً | مِنْ مَحْبَسِ الدُّنْيَا فَأَنْتَ طَلِيقٌ |
اليَومَ تَنْفَعُكَ المَبَرَّاتُ الَّتِي | أَسْلَفْتَهَا وَبِهَا الثَّوَابُ خَلِيقُ |
أَمَّا إِقَامَتُك القَصِيرَةُ بَيْنَنَا | فَتَدُومُ ذِكْرَانَا لَهَا وَتَشُوقُ |
وَأَحَبُّ مَا يَبْقَى لِخِدْنٍ رَاحِلٍ | عَهْدٌ وَإِنْ شَطَّ المَزَارُ وَثِيقُ |
كَمْ بَاتَ مُلْتَاعٌ تَسُحُّ دُموعُهُ | حُزْناً عَلَيْكَ وَفِي حَشَاهُ حُرُوقُ |
عُرْسٌ مُدَلَّهَةٌ وَأُمٌّ ثاكِلٌ | وَشَقِيقَةٌ مَحْزُونَةٌ وَشَقِيقُ |
وَأَبَاعِدٌ جَزَعُوا عَلَيْكَ وَلَمْ يَكُنْ | لَكَ بَيْنَهُمْ إِلاَّ أَخٌ وَصَدِيقُ |
يَا كَوْكَباً سَلَبَ العُيُونَ ضَيَاءَهَا | عَجَبٌ غُرُوبُكَ وَالأَوَانُ شُرُوقُ |
أَوْرَثْتَ أُسْرَتَكَ الوَفِيَّةَ حَسْرَةً | رَاعَتْ بِقُسْوَتِهَا وَأَنْتَ رَفِيقُ |
هِيَ أُسْرَةٌ بِكَ زِيدَ طَارِفُ مَجْدِهَا | وَالمَجْدُ فِيهَا تَالِدٌ وَعَرِيقُ |
فِتْيانُهَا مِنْ خَيْرِ فتْيَانِ الحِمَى | وَعَلَى مِثَالِكَ كُلُّهُمْ مَوْمُوقُ |
فَلْيَسْلَمُوا لِبِلاَدِهِمِ فَلَقَدْ غَدَا | عَلَمُ المَنَاقِبِ بِاسْمِهِمْ مَعْتُوقُ |