أَنَا فِي ارْتِجَالِ الشِّعْرِ غَيْرُ مُوَفَّقٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَنَا فِي ارْتِجَالِ الشِّعْرِ غَيْرُ مُوَفَّقٍ | وَإِلَى مُنَايَ قَرِيحَتِي لا تَرْتَقِي |
أَلنَّفْسُ تَدْعُو وَالعَوَائِقُ جَمَّةٌ | مَا حِيلَتِي فِي وَقْتِيَ المسْتغْرَقِ |
يَا فارِسَ الخْيرِ اعْذِرَنَّ أَخاً لَهُ | فِي يَومِكَ المَشْهُودِ وِقْفَةُ مُطْرِقِ |
إِنْ لَمْ تُوَاتِ بَلاَغَةٌ فِي نَظْمِهِ | شَفعَتْ بَلاَغةُ دَمْعِهِ المُترَقْرِقِ |
لِمِثالِكَ المَرْفوعِ ظِلُّ مَهَابَةٍ | يُجْلَى بِهِ وَضَحُ المُحَيَّا المُشرِقِ |
مَا مَعْدِنٌ مُتشبِّهٌ فِي نقلِهِ | مِن مَعْدِنٍ فِي أَصْلِهِ مُتَأَلِّقِ |
فَليَعْلَمِ الأَعْقَابُ مَن ذَاكَ الَّذِي | زَانَ الظُّهُورَ بِتَاجِ هَذَا المَفرِقِ |
أَلْعَزْمُ وَالإِقدَامُ مِلْءُ إِهَابِهِ | وَفَضَائِلُ الْقَلبِ الأَبَرِّ الأَرْفَقِ |
رَجُلٌ أَرَادَ مِنَ الزَّمَانِ مَضَنَّةً | وَالنَّاسُ بَيْنَ مُكَذِّبٍ وَمُصَدِّقِ |
فَأَصَابَهَا بَعْدَ المِرَاسِ وَلَمْ يَكُنْ | أَمَلٌ لِغَيْرِ مُمَارِسٍ بِمُحَقَّقِ |
يَا مَنْ بِهِمَّتِهِ زَهَا هَذَا الحِمَى | وَبَهَى الحَوَاضِرَ بِالسَّنَى وَالرَّوْنَقِ |
إِهْنَأْ بِثَوْبٍ لِلْخُلُودِ لَبِسْتَهُ | وَالبَسْ جَدِيداً مَا حَيِيتَ وَأَخْلِقِ |
وَاقْرَرْ طِوَالَ الدَّهْلِ عَيْناً بِالَّذِي | شَارَفْتَ مِنْ هَذَا الْجَمَالِ المُونِقِ |
نَافَسْتَ أَهْلَ الغَرْبِ فِي مِضْمَارِهِمْ | وَأَرَيْتَ مَا يَسْطِيعُ أَهْلُ المَشْرِقِ |
وَرَفَعْتَ فِي لُبْنَانَ رَايَةَ فِتْيَةٍ | مِنْ قوْمِهِ فِي كُلِّ شوْطٍ أَسْبَقِ |
هِيَ بَلْدَةٌ صِدْقُ العَزِيمَةِ شادَهَا | كمْ لِلْعَزِيمَةِ آيَةٌ إِنْ تَصْدُقِ |
حَفَّتْ بِهَا الجَنَّاتُ وَالنُّعْمَى بِهَا | مَاذا ترَكنَ لِزَاهِدٍ أَوْ مُتَّقِ |
أَلْعَيْشُ طَلْقٌ وَالنَّسِيمُ مُؤَرَّجٌ | فِي جَوِّهَا وَالْوِرْدُ غيْرُ مُرَنَّقِ |
فيْحَاءُ تنْبَسِطُ الرَوائِعُ حَوْلَها | شَتى وَفِي نَظَرِ المُطَالِعِ تَلْتَقِي |
فِي كلِّ مَرْمىً لِلِّحَاظِ مُنَسَّقٍ | يَقْضِي لَهُ عَجَباً وَغَيْرِ مُنَسَّقِ |
مَنْ فَاتَهُ نَظَرٌ إِلَيْهِ لَمْ يَزَلْ | مُتَلَفِّتاً بِفُؤادهِ المُتَشَوِّقِ |