وطن الجياع
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
حتــَّام َ تنهشـك الذئابْ | يا موطني الغالي ، وتلطم وجهـك التـََعِبَ الحزينْ | ريحُ المـذلّة ِ والعذابْ ؟! | حتـّام يُغرقكَ الظلامُ ، وتلتقي صُوَرُ الخـرابْ | في أفْقــِكَ الدامي بأشباح المشانق والحِرابْ ؟! | أوّاه ِ ، يا وطنَ الجياعِ ِ ، لئِن بَعُدْنا عن ثراكْ | فقلوبنا تبقى هنـاك | أبداً ، تكابد ما يكابده بنوك الصابرونْ | في ليل أقبية العذاب وفي المنافي والسجون ! | قلبي يحوم على قراك ْ | وعلى مدائـِنـكَ الكئيبة ، حيث تبكي الأمَّـهاتْ | أبنائَهُنَّ الراقدين َ بلا شواهدَ في الفلاةْ !... | وتمرّ ُ بي صورٌ أليمه | فأرى ازقّتـك َ القديمة | وأرى صغاراً عاكفيـنَ على القمامةِ | يبحثون عن الفـُتاتْ ، | وحشودَ مرضى مجهدينْ | يمشون في ظلّ البنادق صامتين ، مطأطِئـينْ | وأرى دموعاً في عيون نسائِك المتسولاتْ ! ... | يا موطني ! .. | أنعود ، نحن النازحين ، غداً إليـكْ | فنرى الحياةَ وقد ترقرق نُورها في مقلتيكْ | وصفتْ سماؤك َ ، وانطوى زَمنُ البشاعة والخـرابْ | وخَلت مدارجُك الحبيبة من عصابات الذئاب ؟! | __________ | صوفيا 1963 | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (رشيد ياسين) .