أرشيف الشعر العربي

ذكريات في ليلة مقمرة

ذكريات في ليلة مقمرة

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

من خلال العريشـــة ينســاب ضوء القمــــرْ

قَطـَـرَاتٍ من الدمع , فضّيـــة ً, شــاحبــــــه...

والحديقــــة مقفرة , يتهامس فيها الشــــجرْ

عن هوانــــا وأحلامنا الذاهبــــه..

عن عذوبة صوتــــكِ , عن ســحر عينيك , أيتها الغا ئبه !

حين كانت تنام المدينة تعبى

وتهـــدأ حاناتهــــا الصاخبــه

وينادي " الإله الصــــغيرُ "

فتفتح مملكة الســحر أبوابهـــــا

وتوافي الأمـــيرة فارســـها المنتظـــرْ

كنت آخذ وجهـــك في راحتيّ

وأمعــن فيكِ النظَـَــرْ..

آه , كم كنت مذهلة ً في ضيا ء القمـــرْ !

أتذكـــــر رنة صوتك ,نظــرتك الوالهـــــه...

أتذكر كم كنتِ شـــفافة ً...

كعذارى الأســاطير , كالآلهــــه !

و تعود إلى خاطري الآن بين ركام الصُوَرْ

لحظة كنتُ فيها حزيناً ,

وكنّــا نودّع ليلتنــا تلك عند تخوم السـَـحَــرْ...

قلتِ لي , و ذراعا ك حولي :

- لماذا الأسى , يا حبيبي ؟

أليست هناك ليال ٍِأخـَــــرْ ؟

و كتمتُ هواجسَ روحي و إحساسَها بالخطرْ

لم أقل لك لحظتها أنني كنت أســـمع

من خلفنــا خطوات القـــدَر !

لم أقل لكِ إنّ هوانا ســـيهزم يوماً ,

فقد كان أنقى و أجمــــــلَ

مما يطيق غباء البشـــر !

* * *

أين أنت , ترى , الآنَ , أيتها الغائبـــــه ؟

هل توقـّــفَ جرحك عن نزفهِ ,

فخرجت لتمضي مســـاءك في حانةٍِ صاخبه ؟

...

أم فتحتِ نوافذك الخُضْرَ

ينســـاب منها ضياء القمَــــرْ

وجلســـتِ – كما أجلس الآن –

حالمة ًبهوانــا و أيّــامنا الذاهبه ؟ !

________________

دمشق- 1973

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (رشيد ياسين) .

من أوراق يوليسس في رحلة الضياع

فارس الموت

مرثيّة

صفعة لضمير العالم*

النســـر


مشكاة أسفل ١