من خلال العريشـــة ينســاب ضوء القمــــرْ |
قَطـَـرَاتٍ من الدمع , فضّيـــة ً, شــاحبــــــه... |
والحديقــــة مقفرة , يتهامس فيها الشــــجرْ |
عن هوانــــا وأحلامنا الذاهبــــه.. |
عن عذوبة صوتــــكِ , عن ســحر عينيك , أيتها الغا ئبه ! |
حين كانت تنام المدينة تعبى |
وتهـــدأ حاناتهــــا الصاخبــه |
وينادي " الإله الصــــغيرُ " |
فتفتح مملكة الســحر أبوابهـــــا |
وتوافي الأمـــيرة فارســـها المنتظـــرْ |
كنت آخذ وجهـــك في راحتيّ |
وأمعــن فيكِ النظَـَــرْ.. |
آه , كم كنت مذهلة ً في ضيا ء القمـــرْ ! |
أتذكـــــر رنة صوتك ,نظــرتك الوالهـــــه... |
أتذكر كم كنتِ شـــفافة ً... |
كعذارى الأســاطير , كالآلهــــه ! |
و تعود إلى خاطري الآن بين ركام الصُوَرْ |
لحظة كنتُ فيها حزيناً , |
وكنّــا نودّع ليلتنــا تلك عند تخوم السـَـحَــرْ... |
قلتِ لي , و ذراعا ك حولي : |
- لماذا الأسى , يا حبيبي ؟ |
أليست هناك ليال ٍِأخـَــــرْ ؟ |
و كتمتُ هواجسَ روحي و إحساسَها بالخطرْ |
لم أقل لك لحظتها أنني كنت أســـمع |
من خلفنــا خطوات القـــدَر ! |
لم أقل لكِ إنّ هوانا ســـيهزم يوماً , |
فقد كان أنقى و أجمــــــلَ |
مما يطيق غباء البشـــر ! |
* * * |
أين أنت , ترى , الآنَ , أيتها الغائبـــــه ؟ |
هل توقـّــفَ جرحك عن نزفهِ , |
فخرجت لتمضي مســـاءك في حانةٍِ صاخبه ؟ |
... |
أم فتحتِ نوافذك الخُضْرَ |
ينســـاب منها ضياء القمَــــرْ |
وجلســـتِ – كما أجلس الآن – |
حالمة ًبهوانــا و أيّــامنا الذاهبه ؟ ! |
________________ |
دمشق- 1973 |