زُفَّتْ إِلَيْكَ وَالزَّمانُ وَرْدُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
زُفَّتْ إِلَيْكَ وَالزَّمانُ وَرْدُ | وَالنُّورُ تَاجٌ وَالفَرِيدُ عِقْدُ |
وَالجَوُّ صَفْوٌ وَالنَّسِيمُ نَدُّ | |
مَا أَبْهَجَ الْعَيْشَ إِذَا تَلاَقَى | مُلْتَهِبَانِ ظَمَأً فَذَاقَا |
كَأْساً مِزَاجُهَا أَلْهَوَى وَالسَّعْدُ | |
مَا الحُبُّ إِلاَّ نِعْمَةٌ وَأَمْنٌ | لأَهْلِهِ وَرَحْمَةٌ وَيُمْنُ |
دَعْ عَاذِلاً أَوْ سَائِلاً مَا بَعْدُ | |
أَلْيَوْمَ ظُلْمَةٌ تَسِيلُ خَمْرا | مُوْقِدَةٌ فِي كُلِّ قَلْبٍ فَجْرا |
وَفِي غَدٍ شَمْسٌ سَنَاهَا شَهْدُ | |
أَلْيَوْمَ تُعْرَفُ أَلْغَرَامَ البِكْرُ | وَمَا عَلَيْهَا فِي الْغَرَامِ نُكْرُ |
يَا حُسْنَ غِيِّ صارَ وَهْوَ رُشْدُ | |
مَضَى زَمَانُ الغِرَّةِ اللّطِيفَهْ | وَجَاءَ وَقْتُ الصَّبْوَةِ العَفِيفَهْ |
يُعِدّ لِلعُمْرانِ مَنْ يُعِدُّ | |
وَفي غَدٍ تَوَافُدُ البَنِينَا | ثُمَّ عَلَى تَقَادُمِ السِّنِينَا |
تَجَامُلٌ حُلْوٌ وَعَيْشٌ رَغْدُ | |
جُرْجِيتُ يَا مَنْ خَصَّهَا بالحُبِّ | أَسْرَى الشَّبَابِ فِي أَعَزِّ شَعْبِ |
إِنْ الْوُرُودَ شِبْهُ مَن بَوَدُّ | |
جُرْجيتَ قد أُجيزَ لِلْقَوَافِي | وَصفُ العَرُوسِ سَاعَةَ الزِّفافِ |
فَلا يَكُنْ عَنْهُنَّ مِنْكَ صَدُّ | |
وَعَلَّ زوجَكِ أَلأَدِيبَ آذِنْ | إِنِّي إِذَنْ بعَينِهِ مُعَايِنُ |
وبِفُؤادِهِ لِسَانِي يَشْدو | |
أُحِسُّ فِي رَأْسِيَ مِنْهُ وَحْيا | يُنْزِلُ فِي نَفْسِي شِعْراً حَيّا |
فَهْوَ يَقُولُ وَأَنَا ارُدُّ | |
وانْظُمُ أَلْبَيْتَ أَلْذِي يُؤويكِ | فَلَيْسَ يَبدُو رَسْمُ مَعنىً فيكِ |
إِلاَّ ومَعْنىً مِنْهُ فِيهِ يَبْدُو | |
لِلهِ أَنتِ فِي أَلْغَوَانِي أَلْحُورِ | مِنْ روحِ ظرفٍ في مِثَالِ نورِ |
لِكُلِّ عينٍ مِنْ سَنَاهُ وِرْد | |
لِلهِ فِي مُقْلَتِكِ النَّجْلاءِ | تِبْرُ الأَصيلِ في مَدَى السماءِ |
بِبَهْجَةٍ تَكَادُ لاَ تُحَدَّ | |
يَا لَهُ ذاكَ الخَدُّ مَا أَرْوَعَهُ | لِلهِ ذَاكَ القَدُّ مَا أَبْدَعَهُ |
إِذَا اسْتَظَلَّ بِجَنَاهُ القد | |
مَحَاسِنُ الأَوصَافِ وَالأَخلاقِ | فِيكِ الْتَقَتْ والحمدُ للخَلاَّقِ |
وبعدَه لأَبَوَيْكِ الحَمْدُ | |
أَخَذْتِ عَنْ أَكْمَلِ أُمٍّ وَأَبِ | أَوْفَى الجَمَالِ وَأَتَمَّ الأَدَبِ |
وَهَكَذَا مَا جَدَّ يسْتَجدُّ | |
وانتَ يا نَجْلَ أَخي نقولا | قَدْ سَاغَ يَومَ العرْسِ أَنْ نقولا |
فِيكَ الَّذِي فِيكَ وَلَسْنَا نَعدو | |
إِن تَكُنِ النَّابِغَةَ الحَبِيبَا | فَعُنْصُرَكَ مَن عَرَفْنَا طِيبَا |
كَيْفَ العفافُ منْجِباً والمَجدُ | |
فِعش وعاشتْ عِرسُكَ المُنيرَهْ | في نِعْمةٍ سَابغةٍ وَفِيرَهْ |
إِنَّ الصَّفَاءَ للرِّقاءِ وَعْدُ | |
وَلْتَكُنِ الدَّارُ الَّتِي ابْتَنَيْتُمَا | دارَ السَّعَادَةِ الَّتِي ابْتَغَيتُما |
زِينتُهَا مَالٌ زَكَا وَوِلْدُ |