يَا فِطْنَة سَاهِرَةً لِلْعُلَى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يَا فِطْنَة سَاهِرَةً لِلْعُلَى | عَلَّمَتِ الشُّهُبَ جَمِيلَ السهَادْ |
مَغَانِمُ الْعَيْشِ لاِيقَاظِهِ | وَيَغْنَمُ الأَحْلاَمَ أَهْلُ الرُّقَادْ |
أَرَيْتِنَا كَيْفَ تُنَالُ المُنَى | وَدُنَهُنَّ العَقَبَاتُ الشِّدَادْ |
نُرِيدُ مِصْراً حُرَّةً فَخْمَةً | وَالشَّعْبُ إِنْ يَعْزِمْ يَكُنْ مَا أَرَادْ |
مَا لَمْ يُضعْ فِي بَاطِلٍ حَقَّهُ | وَتَقْتُلِ الشَّهْوَةُ فِيهِ الرَّشَادْ |
فَهَلْ جَدَدْنَا فِي أَمَانِيِّنَا | وَنَحْنُ مِنْ أَسْوَاقِنَا فِي كَسَادْ |
لاَ تَتَأَتَّى ثَرْوَةٌ طَفْرَةً | إِن هِيَ إِلاَّ حِكْمَةٌ وَاقْتِصَادْ |
وَالمَالُ مَا زَالَ الْوَسِيطَ الَّذِي | يُقَرِّبُ الْمُبْتَغِيَاتِ الْبِعَادْ |
يَعْبُدُهُ النَّاسُ قَدِيماً وَفِي | ذَاكَ مِنَ الدِّينِ تَسَاوَى العِبَادْ |
أَزْرَاهُ عَجْزاً دُوْنَ إِدْرَاكِهِ | أَشْبَاهُ زُهَّادٍ أَضَلُّوا السَّوادْ |
قَدْ تَصْلُحُ الدُّنْيَا بِإِعْدَادِهِ | لَهَا وَإِلاَّ وَالى مِنْهَا الْفَسَادْ |
مَنْ لَمْ يَرَ الدُّنْيَا مَعَاشاً فَهَلْ | يَصْدُقُ أَخْذاً بِأُمُورِ الْمَعَادْ |
بُكَاؤُنَا الفَائِتُ مِنْ عِزِّنَا | إِلَى انْتِزَافِ الدَّمْعِ مَاذَا أَفَادْ |
وَهَلْ تُرَاثُ الْمَجْدِ مُغْنٍ إِذَا | ظَلَّ عَلَى الْفَخْرِ بِهِ الاعْتِمَادْ |
الْبُؤْسُ لِلأَعْنَاقِ غَلٌّ فَإِنْ | لَمْ يُلْتَمَسْ مِنْهُ فَكَاكٌ أَبَادْ |
وَحَيْثُ لاَ مَالَ فَلاَ قُوَّةٌ | وَلاَ سِلاَحٌ مَانِعٌ أَوْ عَتَادْ |
وَلاَ اخْتِرَاعٌ مُسْتَطَاعُ وَلاَ | مَعْرِفَةٌ تُجْدِي وَفَنٌّ يُجَادْ |
وَلاَ رِجَالُ يَنْقُذونَ الحِمَى | بِحُسْنِ رَأْيٍ أَو بِفَضْلِ اجْتِهَادْ |